بيل غيتس يطرح رؤية وقائية لعصر الشيخوخة: "فحص بسيط قد يُغيّر المستقبل الصحي"
دعا بيل غيتس إلى اعتماد فحوصات الدم للكشف المبكر عن مرض ألزهايمر، كجزء من الفحوصات الطبية الروتينية للأشخاص فوق سن الستين، مشيرًا إلى أن الوقاية المبكرة قد تُحدث تحولًا في الصحة العامة، وتُساعد الناس على الحفاظ على نشاطهم حتى سن التسعين.
تأتي تصريحات غيتس في إطار جهوده الخيرية لمكافحة الأمراض المزمنة، ضمن خطة تهدف إلى استثمار نحو 200 مليار دولار في أبحاث الوقاية والعلاج خلال العقدين القادمين.
فحوصات الدم للكشف المبكر عن ألزهايمر
يُؤمن مؤسس مايكروسوفت بأن التطور في تقنيات الفحص يمكن أن تغيّر الطريقة التي يُدار بها مرض ألزهايمر عالميًا، وقال غيتس في مقابلة مع شبكة CBS الأمريكية، إن اختبارات الدم التي تكشف عن بروتين "الأميلويد"، أحد أبرز المؤشرات الحيوية للمرض، يجب أن تصبح جزءًا من التحاليل الدورية للأشخاص فوق الستين عامًا.

وأوضح بيل غيتس أن هذه الفحوصات "غير مكلفة نسبيًا"، وأن الكشف المبكر سيُمكّن الأطباء من وصف أدوية وقائية قبل ظهور الأعراض، مما قد يحد من تطور المرض بشكل كبير.
وأضاف: "عندما يُثبت الفحص فعاليته وتقل آثاره الجانبية، يجب أن يصبح جزءًا من الفحوص الروتينية... فكلما اكتشفنا المرض مبكرًا، زادت فرص العلاج قبل فوات الأوان".
يرى غيتس أن التحدي الأكبر أمام المجتمعات المتقدمة هو التعامل مع تزايد الأمراض المزمنة مع ارتفاع متوسط الأعمار، وقال: "كلما تقدّم المجتمع في السن، زادت الأمراض المزمنة التي تُشكّل عبئًا اقتصاديًا واجتماعيًا. مرض ألزهايمر تحديدًا يُمثّل أولوية قصوى من حيث التكلفة والآثار".
ويأمل الملياردير الأمريكي أن تساهم أدوات التشخيص المبكر والعلاج الوقائي في تقليل الأعباء الصحية على الأسر والدول على حد سواء، مؤكدًا أن الاستثمار في الوقاية "أكثر فعالية من علاج الأعراض بعد فوات الأوان".
العمل حتى سن التسعين
يرى غيتس أن تحسين الصحة العامة سيُتيح للناس العمل لفترات أطول بفعالية، وهو ما قد يُساعد في معالجة تحديات سوق العمل في الدول المتقدمة، التي تُعاني من انخفاض معدلات المواليد ونقص العمالة.
وقال: "تخيّلوا مجتمعًا يمكن فيه الوقاية من معظم حالات ألزهايمر، حيث يبقى الناس في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات بكامل قدراتهم الجسدية والعقلية، ويستطيعون العمل أو المساهمة في المجتمع إذا رغبوا في ذلك".
وأشار إلى أن التقدم العلمي في مجالات أمراض القلب والسرطان يفتح الباب أمام تحسينات مماثلة في علاج ألزهايمر خلال السنوات القادمة.
