ليس سلاحًا بل أداة صيد.. بحث جديد يغيّر فهمنا لسمّ الثعابين
لطالما ارتبط سمّ الثعابين بالخطر والدفاع عن النفس، لكن دراسة حديثة من جامعة بانغور البريطانية، كشفت أن السم تطوّر أساساً كأداة صيد فعّالة تساعد الثعابين على شلّ فرائسها وهضمها، وليس كسلاح ضد الحيوانات أو البشر.
هل تستخدم الثعابين السم للدفاع أم الصيد؟
أظهرت الدراسة، التي شملت بيانات من 368 شخصًا تعرضوا لـ584 لدغة من 192 نوعًا مختلفًا من الثعابين، أن معظم هذه اللدغات لم تسبب ألمًا شديدًا أو فوريًا خلال الدقائق الأولى، حيث شعر أقل من 15% فقط بألم فوري، في حين لم يصب أكثر من نصفهم بأي ألم حاد على الإطلاق، ويُفسر هذا التأخير في الشعور بالألم بأن السم يعمل ببطء لشل الفريسة وتمكين الثعبان من اصطيادها بكفاءة، وليس للدفاع العاجل ضد الأعداء.
يتكون السم من مركبات متنوعة تستهدف الجهاز العصبي أو الدم أو الأنسجة، مما يسهل على الثعبان الإمساك بالفريسة وهضمها بسهولة.
لو كان الهدف من السمّ الدفاع، لكان الألم الناتج فورياً لردع المفترسات، إلا أن معظم اللدغات تُحدث ألماً متأخراً، مما يدعم نظرية أن السم مخصص للصيد وليس للمواجهة.
كيف تطور سم الثعابين عبر العصور؟
كما أوضحت الخرائط التطورية أن السموم التي تسبب ألمًا فوريًا ظهرت واختفت عدة مرات عبر الأجيال، مما يشير إلى أنها ليست ضرورية للبقاء، على عكس السموم المخصصة للصيد والتي ظلت ثابتة ومتطورة عبر الزمن.
وعلى الرغم من أن بعض الأنواع مثل الكوبرا الباصقة طورت استخدام السم بطريقة دفاعية مثل رشه في عيون المعتدين، فإن مثل هذه الظواهر تبقى استثناءات نادرة.
هذه الدراسة تتيح فهمًا جديدًا لسم الثعابين وتخفف من المخاوف الشعبية، إذ إن الهجمات والأذى الناتج عن الثعابين للبشر تحدث غالباً كرد فعل على تهديد أو مفاجأة، وليس بنية عدائية. في النهاية، سم الأفاعي هو أداة للبقاء والصيد لا للعدوان.
