قد يحمل مفتاح إطالة عمر الإنسان.. اكتشاف بروتين من الحيتان يمنح البشر حياة أطول
توصل فريق من العلماء في جامعة روتشستر الأمريكية إلى اكتشاف علمي مذهل قد يُحدث ثورة في مجال الشيخوخة وإطالة العمر البشري، بعد أن نجحوا في حل لغز بيولوجي طالما حيّر الباحثين، يتمثل في سرّ العمر الطويل للحوت ذي الرأس المقوس الذي يعيش لأكثر من مئتي عام.
ويعود الفضل في ذلك، بحسب الدراسة المنشورة في صحيفة ديلي إكسبرس البريطانية، إلى بروتين يُعرف باسم (CIRBP)، وهو بروتين طبيعي موجود في المحيط يساعد هذا النوع من الحيتان على إصلاح الحمض النووي التالف ومنع الإصابة بالسرطان.
بروتين الحيتان الذي يمنع السرطان
يساعد بروتين (CIRBP)، الذي يُعرف علميًا باسم بروتين ربط الحمض النووي الريبي القابل للتحريض بالبرودة، على إعادة بناء الحمض النووي بشكل دقيق، الأمر الذي يُمكّن الحيتان من تجنب الطفرات الجينية المُسببة للشيخوخة أو الأورام. وقد وجد العلماء أن هذا البروتين يمنح الكائنات البحرية العملاقة قدرة مذهلة على الحفاظ على خلاياها سليمة لعقود طويلة، ما يجعلها من أطول الثدييات عمرًا على وجه الأرض.
وعند إدخال هذا البروتين في خلايا بشرية داخل المختبر، لاحظ الباحثون أنها بدأت تُصلح نفسها بدقة أكبر مقارنة بالخلايا العادية. كما أدى إدخال البروتين ذاته إلى ذباب الفاكهة إلى إطالة أعمارها بشكل واضح، مما عزز الفرضية بأن بروتين CIRBP قد يحمل المفتاح لإبطاء الشيخوخة وربما مضاعفة عمر الإنسان في المستقبل.
وأشارت البروفيسورة فيرا غوربونوفا، التي قادت فريق البحث في جامعة روتشستر، إلى أن انخفاض درجات الحرارة يُعزز نشاط بروتين (CIRBP)، وهو ما اكتشفه فريقها بالتعاون مع علماء في ولاية ألاسكا. وأوضحت غوربونوفا أنه رغم أن الوقت ما يزال مبكرًا لتطبيق هذا الاكتشاف على البشر، فإن من المفيد دراسة كيفية تنشيط هذا البروتين في جسم الإنسان بطرق طبيعية، مثل الاستحمام بالماء البارد أو التعرض للبرودة لفترات محدودة.
وأضافت غوربونوفا: "تُظهر دراستنا أنه من الممكن العيش لفترة أطول من متوسط العمر الحالي للبشر، إذا نجحنا في تعزيز قدرة الخلايا على إصلاح الحمض النووي بشكل مستدام". وأكدت أن الخطوة التالية هي معرفة ما إذا كان بالإمكان تطوير استراتيجيات آمنة لزيادة نشاط البروتين نفسه في الإنسان، كما هو الحال في الحيتان التي تمتلك مستويات عالية منه.
