تريليون دولار تبخّرت.. أسبوع أسود يضرب عمالقة الذكاء الاصطناعي
شهد قطاع التكنولوجيا العالمي أسبوعًا كارثيًا، إذ فقدت شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى ما يقارب تريليون دولار من قيمتها السوقية وفقًا لتقرير فاينانشال تايمز. وشملت الخسائر أسماء بارزة مثل مايكروسوفت، إنفيديا، أوراكل، ميتا، وبالانتير، جميعها من الشركات التي استثمرت بكثافة في مشاريع الذكاء الاصطناعي التوليدي.
هذا التراجع الكبير يُعد الأسوأ لوول ستريت منذ ما وصفته الصحيفة بـ"يوم التحرير" في عهد ترامب، ما يعكس حالة من التشكيك المتنامي في مستقبل القطاع الذي كان حتى وقت قريب عنوانًا للابتكار والنمو.
تفاصيل التراجع التاريخي لأسهم التكنولوجيا
انخفض سهم مايكروسوفت وحده بنسبة 8.6% خلال ثمانية أيام، متسببًا في خسارة تُقدّر بـ 350 مليار دولار من القيمة السوقية، وهي أكبر خسارة للشركة منذ عام 2011.
وتشير تقارير بلومبرغ إلى أن هذا التراجع يأتي وسط مخاوف من أن استثمارات الذكاء الاصطناعي الباهظة (التي بلغت 35 مليار دولار في الربع الأخير) لم تُحقق عائدات ملموسة بعد، رغم الأداء الجيد لوحدة الحوسبة السحابية Azure.
لم تقتصر الأزمة على شركات التكنولوجيا، إذ أظهرت بيانات شركة تشالنجر، جراي آند كريسماس أن شهر أكتوبر الماضي سجل أعلى معدلات فقدان وظائف منذ عام 2003، مع تسريح نحو 14 ألف موظف في أمازون وحدها.
وفي سياقٍ متصل، أظهر استطلاع جامعة ميشيغان أن ثقة المستهلك الأمريكي هبطت إلى أدنى مستوياتها التاريخية، حيث عبّر المشاركون عن قلقهم من آثار الإغلاق الحكومي المستمر وتدهور الوضع الاقتصادي العام.

عناصر تضع الاقتصاد الأمريكي على المحك
يرى محللون أن فورة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي قد دخلت مرحلة التقييم الواقعي، بعد موجة تفاؤل غير مسبوقة دفعت أسهم القطاع إلى مستويات قياسية خلال العام الماضي. ومع تزايد التكاليف التشغيلية وعدم ظهور عوائد واضحة، بدأت الأسواق تُعيد النظر في القيمة الحقيقية لتلك المشاريع.
ويُرجّح الخبراء أن تشهد المرحلة المقبلة إعادة توازن بين الاستثمار في الابتكار والتوجه نحو تحقيق أرباح فعلية، خاصة في ظل تباطؤ النمو العالمي وتراجع الإنفاق الاستهلاكي.
