فناء قصر كارلوس الخامس: لوحة هوكني المائية تتصدر مزاد بونهامز المرتقب
يُعرف الفنان دايفيد هوكني بابتكاراته الجريئة والمتنوعة، وبرز بشكل ملحوظ في أوائل الألفية من خلال تركيزه على فن الألوان المائية، الذي أتاح له التعبير بحرية عن رؤاه الفنية.
وتُعرض حالياً لوحة مائية نادرة تجسد فناء قصر كارلوس الخامس في الحمراء بمدينة غرناطة لعام 2004، ضمن مزاد بونهامز القادم، وقد قدر ثمنها بين 1.2 و 1.8 مليون دولار، لتكون واحدة من أبرز القطع في مزاد فنون القرن العشرين والواحد والعشرين.
لم تكن هذه القطعة الوحيدة التي حظيت باهتمام واسع، إذ حقق هوكني رقماً قياسياً في أكتوبر الماضي ببيع رسوماته في دار سوذبيز مقابل 8.3 ملايين دولار، فيما تُعد لوحة "منظر من التراس 3" (2003) الأغلى سعراً بين أعماله المائية، حيث بيعت بـ7.2 مليون دولار متجاوزة توقعات التقدير.
متى بدأ هوكني استخدام الألوان المائية؟
توجه هوكني إلى الألوان المائية بعد تأثره بزيارة معرض للرسومات الصينية في متحف المتروبوليتان في نيويورك عام 2002، معبراً عن إعجابه بفلسفة الرسم الصينية التي تركز على التناغم بين اليد والعين والقلب، مما دفعه إلى استكشاف هذا الأسلوب الفني بحرية وابتكار.
شملت مواضيع لوحاته المائية تنوعاً كبيراً، من المناظر الطبيعية الخلابة إلى البورتريهات الشخصية، إضافة إلى مناظر معمارية مستوحاة من زياراته المتكررة إلى إيسلندا والنرويج وجنوب إسبانيا، ومن بين هذه الأعمال لوحة "نوافير الأندلس في قرطبة" التي بيعت في مزاد بسعر 2.3 مليون دولار.
لوحة فناء قصر كارلوس الخامس
تركز لوحة فناء قصر كارلوس الخامس في الحمراء على الهندسة الدائرية للفناء، وإبراز الظلال المتناغمة والأشكال الهندسية الدقيقة المستوحاة من العمارة الموريسكية وضوء الأندلس الساطع، مما يعكس حواراً بصرياً فريداً بين الطبيعة والبناء.
ولا يقتصر مزاد بونهامز على أعمال هوكني فقط، بل يشتمل أيضاً على أعمال لفنانين معاصرين بارزين مثل وين ثيباود، إيف تانغي، وجيف كونز، مما يعكس ثراء وتنوع السوق الفني المعاصر.
حالياً، عاد دايفيد هوكني لاستخدام تقنيات الأكريليك، مع استعداد لمعرض جديد في لندن، فضلاً عن تحضير مستوحى من نسيج بايو التاريخي ليُعرض في مارس المقبل، مما يدل على استمراره في تطوير وتجديد أسلوبه الإبداعي.
