قطعة أثرية تشعل مزاد هونغ كونغ.. سرّ قناع اليشم الذي أسر القلوب
حقق قناع اليشم الفذ النادر من فترة العصر النيوليثي المتأخر مبيعات استثنائية في مزاد بونهامز بهونغ كونغ، حيث بيع بسعر قياسي بلغ 1.3 مليون دولار أمريكي شاملة العمولة، وذلك في 29 أكتوبر 2025.
يعد هذا الحدث تأكيدًا واضحًا على الاهتمام المتزايد بالقطع الفنية الأثرية النادرة التي تتمتع بقيمة تاريخية وثقافية عالية في سوق الفن العالمي.
تفاصيل قناع اليشم النادر
يتميز هذا القناع المصنوع من اليشم الفاتح بشكل ثلاثي الأبعاد يبرز وجهًا إنسانيًا بتفاصيل دقيقة من عيون على شكل لوز، وأنياب حادة، وزخارف رأس مع أقراط كبيرة، وهو قطعة تنتمي للمرحلة النهائية من ثقافة شجياخه التي ازدهرت في وادي اليانغتسي الأوسط. ويعكس القناع مهارة فنية عالية ويمثل جزءًا هامًا من التراث الحضاري النيوليثيكي الصيني.
إن هذا القناع ليس مجرد قطعة أثرية، بل هو رمز من رموز الثقافة والروحانية التي اتسمت بها حضارة شجياخه. فقد استخدم الحرفيون تقنيات نادرة لجعل النقوش والأشكال بتفاصيل حادة وفريدة، مما يدل على تطور الحرف والفنون اليدوية في تلك الفترة.
مكانة قناع اليشم حضاريًا
تعود حضارة شجياخه إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وكانت واحدة من أكبر الحضارات النيوليثيكية التي أظهرت تطورًا زراعيًا حضريًا في منطقة وادي اليانغتسي. ويعد وجود مثل هذا القناع دليلاً على الثراء الروحي والتطور الثقافي لهذه الحضارة، حيث كان يُعتقد أن الأقنعة تعبر عن رموز دينية واجتماعية مهمة، وكانت تحظى بمكانة خاصة في الطقوس.
تشير الدراسات إلى أن أقنعة اليشم قُسمت إلى فئتين؛ الأولى للآلهة المزودة بأنياب مزدوجة وزخارف معقدة، والثانية لأشكال بشرية بدون أنياب وزخارف أبسط، وهو ما يعكس الفرق في الاستخدام والرمزية الاجتماعية بين القطع.
علاوة على ذلك، تتشابه هذه الأقنعة مع أعمال أخرى وجدت في متاحف عالمية مثل المتحف البريطاني ومتحف سميثسونيان الوطني للفنون الآسيوية، مما يدل على تدفق ثقافي مشترك بين حضارات النيوليثيكية الصينية.
هذا القناع كان موضوعًا للبحث والنشر منذ أوائل القرن العشرين، عندما قدمه تاجر الفن الفرنسي أدولف وورتش لعالم الآثار والفنون، مما ساعد في التعريف بهذه الحضارة الراقية في الغرب.
يشير الخبراء إلى أن الثقافة النيوليثيكية لهذه المنطقة اعتمدت على استيراد اليشم الخام من مناطق مجاورة، مما أثر على حجم وتصميم القطع التي أنتجتها. وكان للحضارات المجاورة مثل ليانغتشو ولونغشان تأثيرات متبادلة، انعكست في الأساليب الفنية والرموز المستخدمة.
