المتحف المصري الكبير يعرض أقدم فأس حجرية عمرها 700 ألف عام
في حدث استثنائي يسلّط الضوء على عمق التاريخ الإنساني في مصر، كشفت وزارة السياحة والآثار عن عرض قطعة أثرية فريدة تعود إلى نحو 700 ألف عام داخل المتحف المصري الكبير، الذي يُعد أضخم متحف في العالم مخصص بالكامل لعرض آثار الحضارة المصرية القديمة.
وأوضح الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للآثار، أن القطعة النادرة عبارة عن فأس حجرية تُعد الأقدم ضمن معروضات المتحف، وقد أثارت اهتمام علماء الآثار والجمهور مع اقتراب الافتتاح الرسمي للمتحف بمشاركة دولية واسعة.
أقدم قطعة أثرية في المتحف الكبير
ومن جانبه، قال الدكتور عيسى زيدان، مدير عام الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير، في تصريحات صحفية، إن الفأس الحجرية تم اكتشافها في منطقة العباسية بالقاهرة، وجرى تأريخها علمياً من خلال الرواسب النيلية التي تعود إلى مئات آلاف السنين.
اقرأ أيضًا: المتحف المصري الكبير.. أضخم مشروع ثقافي في القرن الـ21 يروي قصة 7000 عام من التاريخ
وأشار إلى أن هذه الأداة الحجرية استخدمها الإنسان المصري القديم في الصيد وقطع الحشائش وتجهيز الطعام، وكانت أداة أساسية في حياته اليومية خلال العصر الحجري القديم.
وأضاف زيدان أن عرض هذه القطعة في المتحف يحمل "رسالة رمزية عميقة" تُظهر استمرارية الحضارة المصرية عبر عصور تمتد لمئات الآلاف من السنين، بدءاً من الإنسان الأول وحتى بناء المعابد والأهرامات.
وفي تصريحات لـ«العربية.نت» و«الحدث.نت»، أكد الدكتور رضا سيد أحمد، أستاذ الآثار والحضارة المصرية بجامعة المنصورة، أن الفأس الحجرية تنتمي إلى العصر الحجري القديم، وهو أقدم عصور ما قبل التاريخ، ويمتد لما يقارب مليون سنة وينتهي نحو 10 آلاف عام قبل الميلاد.
اقرأ أيضًا: عادل إمام في المتحف المصري الكبير؟ صور تثير التساؤل وتخطف الأنظار!
وأوضح أن تلك الحقبة شهدت بدايات التفاعل بين الإنسان والطبيعة، حيث بدأ الإنسان المصري في صناعة الأدوات الحجرية التي مكّنته من التكيّف مع البيئة المحيطة، مشيراً إلى أن الفأس المكتشفة تُعد "شاهدًا نادرًا على وجود الإنسان في مصر منذ مئات آلاف السنين".
تاريخ أقدم قطعة أثرية في المتحف الكبير
وبيّن سيد أحمد أن هذه المرحلة تمثل نقطة التحوّل في تاريخ الإنسانية، إذ بدأ الإنسان آنذاك في تطوير أدواته والاعتماد على الصيد وجمع الثمار قبل أن يكتشف الزراعة ويستقر قرب مصادر المياه، وهي الخطوة الأولى التي مهّدت لقيام الحضارة المصرية القديمة التي أبهرت العالم لاحقاً.
ويضم المتحف المصري الكبير أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تغطي مختلف الحقب التاريخية من عصور ما قبل التاريخ وحتى نهاية العصر الفرعوني، مما يجعله صرحاً ثقافياً يوثق رحلة الإنسان المصري منذ بداياته الأولى وحتى أوج حضارته.
