هل يمكن إنقاذ آخر الشعوب المنعزلة من الإندثار؟
أطلق تقرير صادر عن منظمة البقاء الدولية تحذيرًا شديد اللهجة من مخاطر متزايدة تهدد ما يقرب من 200 مجموعة من السكان المنعزلين حول العالم، خاصة أولئك الذين يعيشون داخل غابات الأمازون المطيرة، مشيرًا إلى أن نصفهم قد يختفي خلال السنوات العشر المقبلة إن لم يتم التدخل العاجل لحمايتهم.
سكان غابات الأمازون

وبحسب التقرير، فإن هذه المجموعات تُعد من أكثر الفئات انعزالًا على وجه الأرض، إذ تعيش في عزلة تامة باختيارها، متمسكة بلغاتها وتقاليدها القديمة، وتعتمد على الصيد والزراعة البسيطة للبقاء.
وتوضح فيونا واتسون، مديرة الأبحاث في المنظمة، أن رغبتهم في الابتعاد عن العالم الحديث تمثل شكلًا من أشكال الاستقلال وحقهم في تقرير مصيرهم دون تدخل خارجي.
اقرأ أيضًا: اكتشاف مدينة مليئة بالأهرامات والقصور تعود لحضارة المايا
المنظمة أشارت إلى أن هناك نحو 196 مجموعة من الشعوب المنعزلة موزعة في عشر دول، تتركز 95% منها داخل الأمازون، مؤكدة أنهم يمثلون "الدرع الطبيعي" لحماية الغابات، التي تلعب دورًا أساسيًا في مواجهة أزمة المناخ العالمية.
لكن ما يهدد بقاء هذه الشعوب، وفق التقرير، هو سلسلة من الانتهاكات المستمرة مثل قطع الأشجار الجائر، التعدين غير القانوني، والزراعة العشوائية التي تدمر البيئة المحيطة بهم وتلوث مصادر المياه.
وتتعرض أراضيهم أيضًا لغزو من قبل تجار المخدرات وعمال المناجم المسلحين في دول مثل البرازيل وبيرو وكولومبيا، مما يعرضهم للعنف والتهجير القسري.
واتسون وصفت ما يحدث بأنه "إبادة جماعية صامتة"، مؤكدة أن مأساة هؤلاء السكان تمر دون تغطية إعلامية أو اهتمام دولي كافٍ، في وقت تتفاقم فيه الأخطار البيئية والإنسانية.
ورغم أن القانون الدولي ينص على ضرورة الحصول على موافقة الشعوب الأصلية قبل أي نشاط على أراضيهم، فإن الالتزام بهذه القوانين لا يزال ضعيفًا ومتفاوتًا بين الدول، مما يترك هذه الجماعات دون حماية فعلية.
التقرير ختم بدعوة صريحة للحكومات والمنظمات الدولية إلى تحرك عاجل وشامل لحماية الشعوب المنعزلة وإنقاذ بيئتها الطبيعية من التدمير، مؤكدًا أن ضياعها يعني فقدان جزء لا يُعوّض من التنوع الإنساني والثقافي والبيئي على كوكب الأرض.
