دراسة: السمات الشخصية المظلمة تضعف التفاعل الأسري
كشفت دراسة حديثة عن علاقة واضحة بين السمات الشخصية المظلمة لدى الشباب وجودة علاقاتهم الأسرية، إذ أظهر أولئك الذين يتسمون بقدر أكبر من التلاعب والأنانية والافتقار إلى التعاطف معدلات أقل من التفاعل الأسري الصحي.
تركز الدراسة المنشورة في مجلة Journal of Professional & Applied Psychology، على مجموعة من 300 شاب وشابة تراوحت أعمارهم بين 18 و25 عامًا، تم اختيارهم من جامعات ومؤسسات. وشاركوا طوعًا في استبيانين نفسيين لقياس السمات الشخصية المظلمة وجودة العلاقات الأسرية.
السمات المظلمة وتأثيرها الاجتماعي
تشمل السمات المظلمة ثلاث صفات أساسية:
الميل إلى المكر: الميل إلى التلاعب واستغلال الآخرين بدافع المصلحة الشخصية.
النرجسية: الإحساس المفرط بالعظمة والحاجة إلى الإعجاب.
البرود العاطفي: الاندفاع وقلة التعاطف أو الندم.
تركز الدراسة على كيفية انعكاس هذه السمات على البيئة الأسرية، باعتبار أن الأسرة هي المحيط الأول الذي يشكل السلوك الاجتماعي والانفعالي.
أظهرت النتائج وجود علاقة سلبية واضحة بين ارتفاع درجات السمات المظلمة وضعف جودة العلاقات الأسرية. فكلما زادت خصائص المائلة للمكرأو النرجسية أوالبرود العاطفي لدى الأفراد، تراجعت مستويات التواصل والدفء العائلي لديهم.
لكن التحليل التفصيلي أظهر أن بعض السمات كان تأثيرها أكبر من غيرها:
البرود العاطفي أظهر ارتباطًا سلبيًا قويًا مع ما يُعرف بـ"التفاعل العاطفي" داخل الأسرة، أي قدرة أفرادها على التعبير عن مشاعرهم بشكل مناسب.
أما الميل إلى المكروالنرجسية، فارتباطهما بجودة التفاعل الأسري كان ضعيفًا وغير مؤثر إحصائيًا بشكل كبير، ما يدل على أن الميول التلاعبية قد لا تؤثر دائمًا بشكل مباشر على تصور الأفراد لأسرهم.
اقرأ أيضا: "Sky" تنتقل إلى OpenAI.. صفقة جديدة تعزز التفاعل مع أجهزة آبل
ويحث الباحثون على إجراء دراسات طويلة المدى لفهم كيف تؤثر السمات المظلمة في تطور العلاقات العائلية مع مرور الزمن، واستخدام أدوات تقييم متعددة تزيد من دقة النتائج.
تُظهر نتائج هذا البحث أن فهم الفرد لسماته الشخصية يعد خطوة مهمة نحو تحسين العلاقات الأسرية، حيث أكد الباحثون أن: الوعي بالذات هو المفتاح.
