الأمراض القلبية المبكرة: كيف تبدأ صحة قلبك بالتدهور قبل سن الـ 25؟
توصلت دراسة حديثة أجرتها جويل سكوت، أستاذ مساعد في علوم التمريض، جامعة ساوث كارولينا، إلى أنه تُعتبر مرحلة البلوغ المبكر بين 18 و 25 عامًا نقطة تحول رئيسية في صحة القلب، حيث تبدأ العوامل السلبية المرتبطة بالتغيرات الصحية في هذه المرحلة العمرية بالظهور، مما يهدد الصحة القلبية على المدى الطويل.
تشير الدكتورة جويل إلى أن ما يُقارب واحدًا من كل أربعة شباب يحافظون على أنماط صحية إيجابية خلال مرحلة البلوغ، حيث يبدأ البعض الآخر في تبني سلوكيات غير صحية مثل زيادة الجلوس، والتدخين، والإفراط في تناول الوجبات السريعة، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في المستقبل.
أسباب الأمراض القلبية المبكرة
يُظهر تحليل بيانات السجلات الصحية التي أجرته جويل من واقع عملها على مدار سنوات طويلة أن هناك تحولًا مبكرًا في صحة القلب يحدث بدءًا من سن 17 عامًا، حيث تبدأ العوامل التي تساهم في الإصابة بأمراض القلب في الظهور تدريجيًا. وتُعد السمنة وارتفاع ضغط الدم من أبرز العوامل التي تزداد بين الشباب في هذه السن.
وتُعتبر أمراض القلب التصلبية، التي تتمثل في تراكم اللويحات الدهنية في الأوعية الدموية، من أبرز أشكال الأمراض القلبية التي تبدأ في التكون في سن مبكر دون أن يشعر بها الكثير من الأفراد.
من بين أبرز عوامل الخطر المبكرة التي تؤدي إلى أمراض القلب في هذه المرحلة، نجد التعرض للنيكوتين، الذي أصبح شائعًا بين الشباب في السنوات الأخيرة، خصوصًا في شكل السجائر الإلكترونية. وأظهرت الدراسات أن نسبة استخدام النيكوتين بين الشباب قد زادت بشكل كبير، من 21% في 2002 إلى 43% في 2018، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب في المراحل اللاحقة من الحياة.
كما يعتبر مؤشر كتلة الجسم (BMI) من العوامل المساهمة في زيادة مخاطر الإصابة، حيث يعاني واحد من كل خمسة شباب دون سن الـ 25 من السمنة، ويُتوقع أن ثلاثة من كل خمسة سيصلون إلى هذا الحد بحلول سن 35.
اقرأ أيضا: دراسة تحذر: ارتجاع المريء يزيد خطر النوبة القلبية بنسبة 27%
الخبر الجيد هو أن معظم عوامل الخطر التي تساهم في تدهور صحة القلب قابلة للتعديل. إذ يمكن للشباب اتخاذ إجراءات مبكرة من خلال تغيير عاداتهم الصحية مثل ممارسة الرياضة، اتباع نظام غذائي صحي، والتقليل من استهلاك النيكوتين.
وتوصي جمعية القلب الأمريكية باتباع العوامل الثمانية الأساسية التي تشمل تجنب النيكوتين، والحفاظ على النشاط البدني المعتدل لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا، بالإضافة إلى الحصول على سبع إلى تسع ساعات من النوم يوميًا.
دور الرعاية الصحية المبكرة
تعتبر الفحوصات الطبية المنتظمة خطوة مهمة للكشف عن عوامل الخطر، حيث يمكن للطبيب اكتشاف ارتفاع ضغط الدم، ومؤشر كتلة الجسم المرتفع، وارتفاع السكر في الدم خلال الزيارات الروتينية. من خلال هذه الفحوصات، يمكن توجيه النصائح المناسبة لمساعدة الشباب على الحفاظ على صحة قلبهم في السنوات القادمة.
ويؤكد الخبراء أن الفهم المبكر للعوامل المؤثرة على صحة القلب يمكن أن يساهم في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب في المستقبل، وهو أمر بالغ الأهمية من أجل تحسين جودة الحياة في المدى الطويل.
