لماذا تحقق الشركات ذات الأسماء الغامضة أرباحًا مذهلة؟ دراسة تكشف السر
توصلت دراسة أكاديمية حديثة إلى أن اختيار الأسماء التجارية الغريبة أو غير ذات المعنى قد يكون مفتاح النجاح للشركات الناشئة والعلامات التجارية العالمية، إذ يسهم في جذب الانتباه وإثارة الفضول وتعزيز الرغبة في الشراء أو الاستثمار.
وأوضح الباحثون من جامعة فيرجينيا ومؤسسات أكاديمية في فرنسا وإسبانيا أن اختيار الأسماء «غير الدلالية» مثل Google وXerox وEtsy يخلق تأثيرًا نفسيًا يُعرف بـ«الحكّة الذهنية»، أي شعور طفيف من الفضول المعرفي يدفع الأفراد إلى محاولة فهم الشيء الغامض أو استكشاف معناه.
هذا الأثر يجعل المستهلك أكثر تفاعلاً مع العلامة التجارية، مما يزيد من احتمالات الإقبال على المنتج أو الاستثمار فيه.
ويشير مفهوم «الحكّة الذهنية» في علم النفس والتسويق إلى الرغبة اللاواعية في حل الغموض أو سد فجوة المعرفة، وهو ما يفسّر ميل الجمهور إلى العلامات التجارية ذات الأسماء الغريبة أو غير الشائعة، كونها تترك انطباعًا عالقًا بالذهن وتثير رغبة في معرفة المزيد.
وأظهرت نتائج تحليلهم لما يقارب 6,487 حملة تمويل جماعي لشركات تقنية في 22 دولة، أن تلك التي اعتمدت أسماء بلا معنى محدد حصلت على تمويل أكبر بنسبة 17.12%، أي ما يعادل نحو 13,000 جنيه إسترليني زيادة عن الشركات ذات الأسماء التقليدية مثل "Red Bull" و"Zoom".
استراتيجية الأسماء الغريبة للعلامات التجارية
وفي تجربة ميدانية شملت نحو 250 مشاركًا من الرجال والنساء، طلب الباحثون منهم تحديد السعر الذي سيكونون مستعدين لدفعه مقابل الاشتراك في جهاز ذكاء اصطناعي يحمل اسمًا تقليديًا مثل Brownie أو اسمًا غريبًا بلا معنى مثل Wbonire، مع استخدام الحروف نفسها في الترتيب.
وأظهرت النتائج أن المشاركين أبدوا استعدادًا لدفع ما يزيد بنحو 30% مقابل المنتج الذي يحمل الاسم الغريب، مما يؤكد أن الأسماء غير المألوفة تثير فضول المستهلكين وتمنح المنتج قيمة إدراكية أعلى في أذهانهم.
اقرأ أيضا: قفزة تمويلية غير مسبوقة في قطاع الشركات الناشئة بالسعودية خلال 2025
بيّن الباحثون في دراستهم المنشورة بمجلة "Journal of Business Research" أن الأسماء غير الدلالية تلعب دورًا مهمًا في بناء هوية قوية للعلامة التجارية؛ إذ تمنح المستهلك حرية تفسير معنى الاسم وربطه بتجربته الشخصية مع المنتج أو الخدمة، مما يعزز ارتباطه العاطفي بالعلامة ويحفز تمييزها وسط المنافسين.
ومن أبرز الأمثلة على نجاح استراتيجية الأسماء الغريبة، العلامة "Goop" التي أسستها الممثلة غوينيث بالترو، بعدما نُصحَت بأن الشركات التي تحتوي أسماؤها على حرفين «o» متتاليين تحقق نجاحًا أكبر على الإنترنت.
كما أنها جمعت بين الحرفين الأولين من اسمها ولقبها.
أما علامة "Häagen-Dazs" فاخترعها مؤسسها روبن ماتوس ليبدو الاسم أوروبيًا أصيلًا، بينما صرّح "روبرت كالين"، الشريك المؤسس لمتجر "Etsy"، بأنه اختار الاسم لأنه ببساطة "كلمة بلا معنى".
