314 مليار دولار نقدًا.. لماذا يحتفظ بافيت بأكبر "كنز نقدي" في وول ستريت؟
في تطوّر لافت على الساحة المالية الأمريكية، كشفت شبكة CNBC أن الملياردير وارن بافيت ، رئيس شركة بيركشاير هاثاواي، يحتفظ حاليًا بسيولة نقدية تفوق حجم الأصول السائلة لدى الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وبحسب التقرير، تمتلك الشركة نحو 314 مليار دولار على شكل سندات خزانة أمريكية قصيرة الأجل، تُعد من أكثر أدوات الاستثمار أمانًا وسيولة، إذ تضمنها الحكومة الأمريكية وتستحق خلال فترة لا تتجاوز 12 شهرًا.
ويُعد هذا الرقم الأعلى في تاريخ الشركة، متجاوزًا حتى إجمالي النقد المتاح لدى البنك المركزي الأمريكي، ما يعكس موقفًا بالغ التحفظ من بافيت تجاه الأسواق المالية التي تعيش حالة من التقلب الحاد منذ مطلع العام.
سبب احتفاظ وارن بافيت بالنقد
يرى محللون أن تراكم هذا الحجم من السيولة يعكس نظرة حذرة واستباقية من بافيت، الذي اشتهر عبر تاريخه بالاحتفاظ بالنقد قبل فترات الانكماش الاقتصادي.
فبينما يتجه معظم المستثمرين نحو المضاربة بحثًا عن الأرباح السريعة، يفضّل بافيت الانتظار لحين ظهور “الصفقة المثالية”، كما قال في تصريح سابق لمجلة Fortune: “إذا ظهرت الفرصة المناسبة، يمكننا إنفاق 100 مليار دولار في لحظة.”
وتشير تقارير إلى أن بيركشاير هاثاواي ضاعفت استثماراتها في سندات الخزانة خلال العام الماضي، مع عائد سنوي يبلغ نحو 4%، ما يجعلها خيارًا مستقرًا أكثر من الحسابات البنكية أو أسواق الأسهم عالية المخاطر.
ويعتقد مراقبون أن هذه الاستراتيجية ليست فقط تحوّطًا، بل مؤشر مبكر على توقعات الركود الأمريكي خلال 2026، مع تباطؤ النمو وتراجع شهية المخاطرة لدى المؤسسات الاستثمارية الكبرى.
كيف يستخدم وارن بافيت السيولة لاقتناص الفرص الاستثمارية؟
من منظور استثماري بعيد المدى، تمنح السيولة الضخمة التي تحتفظ بها شركة بيركشاير هاثاواي قدرة استثنائية على التحرك السريع لاقتناص الفرص عندما تتراجع الأسواق أو تنخفض قيم الأصول.
اقرأ أيضا: القيمة في الوقت لا الرفاهية.. قصة فلسفة وارن بافيت مع السيارات
فقد أثبت وارن بافيت خلال الأزمات السابقة، من الأزمة المالية العالمية عام 2008 إلى انهيار الأسواق خلال جائحة 2020، أنه لا يرى في الأزمات تهديدًا بل فرصة، حيث قام بشراء شركات وأصول بأسعار منخفضة، محققًا مكاسب ضخمة على المدى الطويل.
ويشير خبراء إلى أن ما يميز بافيت ليس فقط حجم السيولة التي يحتفظ بها، بل القدرة الدقيقة على اختيار التوقيت المناسب. فهو لا ينسحب من السوق في لحظات التوتر، بل ينتظر اللحظة التي يسيطر فيها الخوف على المستثمرين ويتراجع فيها الطمع، وهي اللحظة التي وصفها سابقًا بأنها "تخلق الثروات الحقيقية".
