بورشه تسجّل أول خسارة فصلية منذ إدراجها.. ما السبب الخفي؟
سجلت شركة بورشه الألمانية خسارة تشغيلية بلغت نحو 1.1 مليار دولار خلال الربع الثالث من عام 2025، لتكون بذلك أول خسارة فصلية لها منذ إدراجها في البورصة.
هذه الخسارة جاءت نتيجة مجموعة من العوامل المتداخلة، أبرزها تأخر تنفيذ مشاريع السيارات الكهربائية، إلى جانب تأثير الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة بنسبة 15% على السيارات المستوردة من الاتحاد الأوروبي.
ووفقًا لتقارير وكالة بلومبرغ، فإن إجمالي الخسائر التشغيلية لبورشه منذ بداية العام وصل إلى 3.6 مليار دولار، ما يعكس حجم التحديات التي تواجهها الشركة في ظل تغيرات السوق العالمية.
اقرأ أيضا: بعد تحديات السيارات الكهربائية: هل تستعيد بورشه هويتها مع محركات البنزين والهجينة؟
تأجيل بورشه لطراز 718 الكهربائي
في ظل هذه التحديات، قررت بورشه تأجيل إطلاق النسخة الكهربائية من طراز 718، الذي كان من المقرر طرحه في سبتمبر، دون تحديد موعد جديد. وبدلاً من ذلك، ستواصل الشركة إنتاج النسخ العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي من طرازات بوكسستر وكايمان.
كما أعلنت بورشه عن إلغاء خططها السابقة لبناء بطاريات خاصة بها، في خطوة تعكس تراجع الثقة في الجدوى الاقتصادية لهذا الاستثمار، خاصة مع انخفاض الطلب العالمي على السيارات الكهربائية.
أما الطراز الكهربائي الجديد من فئة SUV، المعروف بالاسم الرمزي K1، فسيتم طرحه بمحرك احتراق داخلي أو بنظام هجين، بدلاً من نسخة كهربائية بالكامل، ما يشير إلى تحول في استراتيجية الشركة نحو خيارات أكثر مرونة.
خطة بورشه لنقل الإنتاج إلى الولايات المتحدة
إلى جانب تأخر المشاريع، واجهت بورشه انخفاضًا ملحوظًا في مبيعاتها داخل السوق الصينية، التي كانت تمثل أحد أبرز أسواقها خلال السنوات الماضية. هذا التراجع دفع الشركة إلى التركيز على السوق الأميركي، الذي أصبح الآن أكبر سوق لها، رغم التحديات الجمركية التي تزيد من تكلفة دخول سياراتها إلى الولايات المتحدة.
وفي محاولة لتجاوز هذه العقبة، تدرس بورشه خيار نقل عمليات التجميع النهائية لبعض طرازاتها إلى الأراضي الأمريكية، بهدف تقليل التكاليف وتحسين القدرة التنافسية، رغم عدم صدور أي إعلان رسمي بهذا الشأن حتى الآن.
هذه الخطوة المحتملة قد تعيد تشكيل مستقبل بورشه في الأسواق العالمية، خاصة إذا استمرت الضغوط المالية خلال الفصول المقبلة.
