علاج جديد للسرطان يقتل الخلايا السرطانية بضوء LED فقط (تفاصيل)
في اختراق طبي واعد، أعلن باحثون أمريكيون عن تطوير علاج ضوئي حراري مبتكر يستخدم الضوء بدلاً من المواد الكيميائية لتدمير الخلايا السرطانية بأمان وفعالية غير مسبوقة، دون الإضرار بالخلايا السليمة المحيطة.
تعتمد التقنية الجديدة على مزيج من ضوء LED القريب من الأشعة تحت الحمراء ورقائق نانوية من أكسيد القصدير، أو ما يُعرف باسم رقائق SnOx النانوية، التي تُسخّن الخلايا الخبيثة وتُحيّدها بشكل انتقائي.
الدراسة، التي نُشرت في منصة The Conversation بقلم جاستن ستيبينغ من جامعة أنجليا روسكين، أوضحت أن العلاج الجديد يمثل قفزة نوعية في الطب الضوئي الحراري، وهو مجال يستخدم الحرارة الناتجة عن الضوء لاستهداف الأورام.
وعلى عكس أنظمة الليزر المكلفة والمعقدة، يستخدم هذا النهج مصابيح LED منخفضة التكلفة وسهلة الحمل، ما يجعله مناسبًا للاستخدام السريري الواسع وحتى في المنازل مستقبلاً.
علاج جديد يستخدم الضوء للقضاء على خلايا السرطان
قال ستيبينغ في مقاله إن النظام الجديد يعتمد على مبدأ بسيط لكنه فعّال: "الضوء يُسخّن رقائق أكسيد القصدير النانوية التي تعمل كسخانات ميكروسكوبية تُدمّر الخلايا السرطانية دون المساس بالخلايا السليمة."
أظهرت التجارب المعملية نتائج مذهلة: فقد دمّر النظام نحو 92% من خلايا سرطان الجلد و50% من خلايا سرطان القولون والمستقيم خلال 30 دقيقة فقط، بينما ظلت خلايا الجلد السليمة دون أي ضرر يُذكر.
تتميز التقنية الجديدة بعدة مزايا تجعلها أكثر أمانًا ودقة من العلاجات التقليدية. فالحرارة الناتجة عن الضوء تقتصر على موقع الورم فقط، دون أي سمّية جهازية كما يحدث مع العلاج الكيميائي، ودون التلف الإشعاعي الذي يُسببه العلاج بالأشعة.
كما أن رقائق SnOx النانوية تُوجَّه مباشرة إلى الخلايا الخبيثة، مما يمنحها قدرة استهداف عالية المستوى.
وفي شرح مبدأ عمل النظام، أوضح الباحثون أن مصابيح LED القريبة من الأشعة تحت الحمراء تُنشّط الرقائق النانوية لتوليد حرارة موضعية كافية لتدمير أغشية وبروتينات الخلايا السرطانية.
ولأن هذه الموجات الضوئية تخترق الأنسجة البيولوجية بأمان، فإن العلاج يمكن أن يُطبّق بسهولة على الأورام الجلدية أو الأورام السطحية دون جراحة.
طريقة جديدة لتقليل احتمالات عودة السرطان
كما كشف الفريق عن نية تطوير أجهزة LED مدمجة تشبه الرقع الطبية تُطبّق مباشرة على الجلد بعد إزالة الورم جراحيًا، بهدف القضاء على أي خلايا خبيثة متبقية وتقليل احتمالات عودة السرطان.
إضافةً إلى ذلك، يُمكن استخدام هذه التقنية كمكمل للعلاج المناعي أو الأدوية المستهدفة، إذ تُضعف الحرارة الناتجة عن الضوء جدران الخلايا السرطانية وتجعلها أكثر قابلية للتأثر بالعلاج.
اقرأ أيضا: سبب غير متوقع وراء السرطان وأمراض القلب
ويُشير الباحثون إلى أن هذه التكنولوجيا لا تُوفر فقط خيارًا أكثر أمانًا، بل أيضًا أقل تكلفة وأكثر سهولة في الوصول إليه، مما يجعلها مثالية للدول ذات الموارد المحدودة.
ويرى ستيبينغ أن المستقبل القريب سيشهد تطبيقات أوسع لهذه التقنية في سرطان الثدي والقولون، إضافةً إلى تطوير أنظمة نانوية مرنة قابلة للزرع للتحكم المستمر داخل الجسم، وأنه قد يكون الضوء، أحد أبسط الطاقات الطبيعية، هو مفتاح علاج السرطان المستقبلي — علاج غير جراحي، انتقائي، وآمن يدمّر الأورام دون ألم أو مضاعفات.
بهذا الاكتشاف، يقترب العالم خطوة إضافية نحو عصر العلاجات الدقيقة والرحيمة، حيث يمكن للمرضى أن يحصلوا على علاج فعّال يحافظ على أجسادهم وصحتهم وجودة حياتهم.
