بسبب إدمان المراهقين على التطبيقات: قضية غير مسبوقة ضد ميتا وسناب وإنستغرام
في سابقة قضائية كبرى، أمرت قاضية المحكمة العليا في لوس أنجلوس كارولين كول مؤسس «فيسبوك» ومدير شركة ميتا بلاتفورمز، مارك زوكربيرج، بالمثول شخصيًا للإدلاء بشهادته في محاكمة وُصفت بأنها الأضخم من نوعها ضد شركات التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة.
يشمل القرار أيضًا كلًا من إيفان شبيغل، الرئيس التنفيذي لشركة سناب شات، وآدم موسيري، مدير إنستغرام التابع لشركة ميتا، بعد رفض المحكمة طلباتهم بالإدلاء بشهاداتهم عن بُعد.
محاكمة تاريخية حول تأثير وسائل التواصل على الشباب
وتتمحور القضية، المقرر عقد جلستها الأولى في يناير 2026، حول اتهامات وجهها أولياء أمور ومناطق تعليمية لشركات التكنولوجيا الكبرى، تتعلق بتصميم تطبيقات تُسبب الإدمان وتُبقي المستخدمين الشباب على المنصات عبر تنبيهات الإعجابات والتفاعل المستمر، رغم علم الشركات بمخاطرها على الصحة النفسية.
ويقول الادعاء إن ميتا وسناب وتيك توك ويوتيوب تجاهلت عمدًا التحذيرات الداخلية واختارت الحفاظ على أرباحها بدلًا من تعديل خوارزمياتها لحماية المستخدمين القاصرين.

في المقابل، جادلت الشركات بأن القانون الفيدرالي المعروف باسم قانون آداب الاتصالات لعام 1996 يحميها من المسؤولية عن المحتوى المنشور على منصاتها، لكن القاضي كون رفض هذا الدفاع، مؤكدًا أن الدعاوى الحالية تتعلق بـ تصميم المنصات وسلوك الشركات وليس بالمحتوى نفسه.
وأكد القاضي في حكمه أن شهادة الرؤساء التنفيذيين «أساسية»، لأنها ستساعد المحكمة على تحديد مدى علمهم بالمخاطر وإهمالهم في اتخاذ الإجراءات الوقائية. وقال: «إن شهادة الرئيس التنفيذي ذات أهمية فريدة، إذ إن معرفتهم المباشرة بالأضرار وعدم اتخاذهم الخطوات اللازمة لتجنبها قد تُثبت الإهمال».
من جانبها، عبّرت شركة بيسلي ألين للمحاماة، التي تمثل مئات العائلات في القضية، عن ارتياحها للحكم، قائلة: «نتطلع إلى محاكمة هذه الشركات ومديريها التنفيذيين ومحاسبتهم على الأضرار التي ألحقتها بعددٍ لا يُحصى من الأطفال».
محاكمة شركات التواصل الاجتماعي
تأتي هذه المحاكمة في ظل تزايد الضغوط السياسية والقانونية على شركات التكنولوجيا، بعد تقارير متعددة ربطت استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بارتفاع معدلات القلق والاكتئاب بين المراهقين.
اقرأ أيضا: النشاط الليلي على وسائل التواصل الاجتماعي هل يؤثر في الصحة النفسية؟ دراسة توضح
وكان زوكربيرج قد دافع سابقًا عن شركته أمام الكونغرس العام الماضي، مؤكدًا أنه «لا توجد أدلة علمية تثبت علاقة مباشرة بين استخدام وسائل التواصل وتدهور الصحة النفسية للشباب»، مشيرًا إلى أن إنستغرام أطلق أنظمة جديدة لحماية القُصّر، مثل الحسابات الخاصة والإعدادات الافتراضية لتصفية المحتوى الحساس.
ورغم تلك الجهود، يرى المراقبون أن هذه القضية قد تُشكّل منعطفًا قانونيًا حاسمًا في علاقة شركات التكنولوجيا العملاقة بالمجتمع، وربما تُحدد مستقبل مسؤوليتها الأخلاقية والقانونية تجاه المستخدمين الشباب.
