مدير فريق مرسيدس F1: تجربة العمل مع جيل Z غيّرت رؤيتي إلى الجيل الجديد
قال توتو وولف، الرئيس التنفيذي ومدير فريق مرسيدس-AMG بيتروناس للفورمولا 1، إن تجربته المباشرة في العمل مع سائقيه الشابين جعلته يعيد النظر في الصورة النمطية عن جيل Z، موضحًا أن هذا الجيل، الذي يشكل نحو ربع القوى العاملة عالميًا، يتمتع بتنوع كبير في القدرات والشخصيات أكثر مما يُعتقد.
وقال وولف في حديثه مع مجلة Fortune إن التعميم على هذا الجيل ووصفه بالكسل أو قلة الالتزام أمر “غير عادل”، مشيرًا إلى أن لكل فرد طابعه الخاص وشخصيته المميزة.
اقرأ أيضًا: ماذا يبحث رجال جيل Z وجيل الألفية على Pinterest؟ الإجابة قد تفاجئك
وأوضح وولف أن العمل مع الثنائي جورج رَسِل البالغ من العمر 27 عامًا وكيمي أنطونيلي البالغ 18 عامًا، في موسم 2025، منحه فهمًا أعمق لتنوع المهارات بين أبناء الجيل نفسه.
وأضاف: "دي سائقان مختلفان تمامًا: إنجليزي هادئ ومهذب، وإيطالي مليء بالطاقة والحماس. من غير المنصف أن نضع كل جيل Z في قالب واحد".
وأكد أن التفاعل مع الجيل الجديد من السائقين جعله يدرك أن النجاح لا يرتبط بالسن، بل بالمرونة والشغف والقدرة على التعلم المستمر، موضحًا أن مرسيدس F1 قررت الإبقاء على نفس التشكيلة لعام 2026 بعد النجاح الذي حققته في الموسم الجاري.
تحديات جيل Z في العمل
وتحدث وولف عن التحديات التي تواجه الشباب اليوم، مشيرًا إلى أن جيل Z غالبًا ما يُنتقد لعدم التزامه أو لتوجهه نحو ما يُعرف بـ"الاستقالة الصامتة" أو "الحد الأدنى الوظيفي"، وهي ظواهر تعكس سعيهم لتحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة الشخصية.
وقال: "لا يجب أن نضغط على هذا الجيل كثيرًا بشعارات مثل "اعثر على شغفك بسرعة واعمل بجهد". من الطبيعي أن تتغير الاهتمامات في مرحلة الشباب، والمهم هو أن تُبذل الجهود بحماس وإخلاص".
وأشار إلى أن مسار السائقين في الفورمولا 1 يختلف عن المسارات المهنية العادية، إذ يبدأ معظمهم في سن صغيرة جدًا، لكنه يرى أن ذلك لا يجب أن يكون نموذجًا عامًا، مضيفًا: "لا أحد يتوقع من شاب في الخامسة والعشرين أن يكون قد وجد هدفه النهائي في الحياة أو العمل. أنا نفسي لم أكتشف ما أريد حتى أواخر العشرينات".
بدأ توتو وولف مسيرته في عالم السباقات عام 1992، وحقق فوزه الأول في فئة “نوربورغرينغ 24 ساعة” عام 1994، قبل أن ينتقل إلى عالم الاستثمار ويؤسس شركتي Marchfifteen وMarchsixteen المتخصصتين في التكنولوجيا.
وفي عام 2009 اشترى حصة في فريق ويليامز، ثم انضم إلى مرسيدس F1 عام 2013 كمدير تنفيذي، ليصبح أطول من شغل هذا المنصب في تاريخ البطولة.
وأصبح وولف أحد أبرز وجوه الفورمولا 1 عالميًا بعد نجاح مسلسل Drive to Survive، الذي سلط الضوء على كواليس البطولة، إضافة إلى فيلم F1 من إنتاج آبل عام 2025، ما ساهم في رفع شعبيته خاصة في الولايات المتحدة.
وقال فيرنر برِل، الرئيس التنفيذي لشبكة Motorsport Network، إن وولف تحول إلى "وجه معروف في الشارع الأميركي"، مضيفًا أن "الجانب القصصي والدرامي الذي قدمته وسائل الإعلام جعل الرياضة أكثر قربًا من الجماهير".
