هل الركض يدمّر الجسد؟ تايغر وودز يقدّم الجواب من تجربته المؤلمة
كشف أسطورة الغولف الأمريكي، تايغر وودز، عن أكبر خطأ ارتكبه في مسيرته الرياضية، مؤكدًا أن الركض المفرط لمسافات طويلة كان أحد الأسباب الرئيسية وراء سلسلة إصاباته المزمنة التي لاحقته طوال مشواره، فيما أيّد خبراء اللياقة رأيه معتبرين أن الركض الطويل يضر المفاصل أكثر مما يفيدها.
لماذا يندم تايغر وودز على الركض اليومي؟
في حديث لبرنامج "Dan on Golf”، روى الصحفي الرياضي دان رابابورت تفاصيل حوار دار بينه وبين وودز، قال فيه وودز: "عندما أنظر إلى الوراء وأتذكر كل إصاباتي، هناك شيء واحد أندم عليه... وهو الركض. لم يكن عليّ أن أركض بهذا القدر".
وأوضح رابابورت أن النجم الأمريكي، البالغ من العمر 49 عامًا، كان يقطع أميالًا يوميًا في الجري ضمن برنامجه التدريبي، مما تسبب في تآكل ركبته اليسرى وتدهور حالته البدنية مع مرور الوقت، خصوصًا أن لعبة الغولف لا تتطلب هذا النوع من الضغط المستمر على المفاصل.
ويُعرف وودز بأنه أول من غيّر مفهوم اللياقة في رياضة الغولف، إذ أدخل تمارين القوة والتحمل إلى اللعبة بشكل لم يكن مألوفًا من قبل، مما جعله قدوة لأجيال من اللاعبين، لكنه في الوقت نفسه دفع ثمنًا باهظًا على مستوى جسده.
اقرأ أيضًا: 80% من فوق السبعين سيُصنفون بدناء وفق النظام الجديد للسمنة
الإصابات التي تعرض لها وودز منذ بداية مسيرته
بدأت معاناة وودز مع الإصابات مبكرًا في عام 1994، وهو في التاسعة عشرة من عمره، عندما خضع لأول عملية جراحية في الركبة لإزالة ورمين حميدين، ومنذ ذلك الحين، توالت الإصابات والجراحات:
- أربع عمليات جراحية في الركبة.
- سبع عمليات في الظهر.
- تمزق في وتر العرقوب (Achilles).
- كسور في الساق والكاحل والقدم نتيجة حادث سير مروع عام 2021.
وفي أكتوبر 2025، أعلن وودز عن خضوعه لعملية استبدال قرص فقري ناجحة بعد معاناته من آلام حادة في الظهر، لكنه لم يحدد موعدًا لعودته إلى المنافسات، وكان قد غاب عن موسم 2025 بالكامل إثر عملية جراحية لعلاج تمزق في وتر العرقوب، ما أثار الشكوك حول مستقبله في الملاعب، خاصة مع تكرار الإصابات التي تحدّ من قدرته على اللعب المستمر.
هذه الإصابات المتلاحقة أبعدت وودز عن عدد كبير من البطولات الكبرى، وجعلت مشاركته في جولة PGA للمحترفين محدودة للغاية، وعلى الرغم من معاناته الجسدية، يبقى تايغر وودز أحد أعظم لاعبي الجولف في التاريخ، بحصيلة 15 لقبًا في البطولات الكبرى، وثروة ضخمة من الجوائز والإنجازات التي غيّرت وجه اللعبة الحديثة، ورغم تراجع قدرته التنافسية في السنوات الأخيرة، فإن إرثه كلاعب ثوري ألهم الملايين سيظل علامة خالدة في تاريخ الرياضة، ودليلاً على أن العزيمة يمكن أن تتجاوز حدود الألم.
اقرأ أيضًا: لماذا تُصاب النساء بالزهايمر أكثر من الرجال؟ دراسة تجيب
ويتفق العديد من خبراء اللياقة البدنية مع وودز في أن الركض لمسافات طويلة ليس مناسبًا لرياضيين مثل لاعبي الغولف، الذين يعتمدون على الدقة والتوازن أكثر من التحمل البدني.
وقال أحد مدربي القوة: "تايغر وودز غيّر مفهوم التدريب في الغولف، لكنه بالغ في شدته، فالركض الطويل يرهق المفاصل دون فائدة حقيقية، والمطلوب من لاعب الغولف مرونة واستقرار وليس قدرة هوائية".
