خبير يحذر من الإفراط في تناول البروتين ويحدد الكميات المناسبة منه
على الرغم من النصائح المستمرة بزيادة استهلاك البروتين، خاصة في الأوساط الرياضية، يحذر الخبراء من أن تناول كميات كبيرة من البروتين قد يكون ضارًا للصحة، كقلة تناوله تمامًا.
وفقًا لروب هوبسون، أخصائي التغذية المعتمد، فإن معظم الأشخاص في المملكة المتحدة يحصلون بالفعل على كمية من البروتين تتجاوز احتياجاتهم اليومية، وهو ما يراه غير صحي في كثير من الحالات.
روب هوبسون هو أخصائي تغذية معتمد ومؤلف كتاب "Unprocess Your Life"، وهو خبير بريطاني في مجال التغذية الصحية. يقدم هوبسون نصائح حول كيفية تناول الغذاء بشكل متوازن، ويؤكد أن الإفراط في تناول البروتين، على الرغم من فوائده في بناء العضلات، قد يكون له تأثيرات صحية سلبية.
اقرأ أيضا: بعد الأربعين.. دليلك إلى البروتين الأمثل للحفاظ على العضلات ومصادره الأفضل
وفقًا لهوبسون، فإن معظم الأشخاص في المملكة المتحدة يتناولون كميات من البروتين تزيد عن حاجاتهم الفعلية. ويشدد على أهمية تناول البروتين من مصادر متنوعة، مثل النباتات والحيوانات، ويحث على ضمان التوازن بين البروتين والكربوهيدرات والدهون في النظام الغذائي.
إرشادات غذائية للبروتين
في المتوسط، يستهلك البالغون في المملكة المتحدة حوالي 1.2 غرام من البروتين لكل كيلوغرام من وزن الجسم يوميًا، وهو ما يتجاوز الإرشادات الحكومية البالغة 0.75 غرام/كغ/يوم. يُوصى للرجال عادةً بتناول حوالي 60 غرامًا من البروتين يوميًا، بينما تحتاج النساء إلى حوالي 54 غرامًا.
أما الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 50 عامًا، فيوصى لهم باستهلاك حوالي 1 غرام من البروتين لكل كيلوغرام من وزن الجسم يوميًا لتعويض التدهور في امتصاص البروتين مع التقدم في السن.
على الرغم من أن البروتين مهم لصحة الجسم وبناء العضلات، فإن الإفراط في تناوله يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة مثل حصوات الكلى، وأمراض القلب، وحتى السرطان.
على سبيل المثال، يرتبط تناول كميات كبيرة من البروتين الحيواني بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، حيث أظهرت دراسة عام 2014 أن الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من البروتين كانوا أكثر عرضة للوفاة بسبب السرطان بأربع مرات مقارنة بمن يتبعون نظامًا غذائيًا منخفض البروتين.
تأثير البروتين على الجسم
البروتين يتحلل إلى أحماض أمينية تُستخدم بعد ذلك لنمو الأنسجة وتعافيها، لكن هذه العملية تُنتج فضلات مثل اليوريا والكالسيوم، التي تُصفى عبر الكلى. ومع زيادة تناول البروتين، يتم الضغط على الكلى بشكل غير ضروري، مما قد يؤدي إلى تكوّن حصوات الكلى وحتى الفشل الكلوي في المراحل المبكرة.
اقرأ أيضًا: 3 تمارين رياضية خفيفة قد تكون الحل لمواجهة صعوبات النوم
بدلاً من التركيز على كمية البروتين فقط، ينصح هوبسون بالتركيز على تناول البروتين من مصادر متنوعة، سواء من المصادر النباتية أو الحيوانية. من المصادر الجيدة للبروتين: العدس، البيض، المكسرات، الأسماك، الدواجن، ومنتجات الألبان. على سبيل المثال، يمكن إضافة المكسرات والبذور إلى الزبادي في الصباح لتوفير 10 غرامات من البروتين، أو تناول صدر دجاج صغير يحتوي على 30 غرامًا من البروتين.
على الرغم من تزايد الطلب على منتجات البروتين، مثل ألواح البروتين والمشروبات المعززة بالبروتين، يؤكد الخبراء أن معظمنا لا يحتاج إلى المزيد من البروتين، بل يحتاج إلى بروتين أفضل مع نظام غذائي متوازن يشمل جميع العناصر الغذائية الكبرى مثل الكربوهيدرات والدهون بجانب البروتين.
