خبير تغذية يحذر من الإفراط في تناول البروتين.. ما المخاطر المتوقعة؟
حذّر روب هوبسون، أخصائي التغذية ومؤلف كتاب "Unprocess Your Life"، من الإفراط في تناول البروتين، مشيرًا إلى أن الهوس المتزايد به قد يدفع الكثيرين إلى تجاوز احتياجاتهم اليومية دون إدراك.
وأوضح أن معظم البالغين يحصلون بالفعل على كميات تفوق المعدلات الموصى بها، إذ يبلغ متوسط الاستهلاك اليومي نحو 1.2 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم، في حين أن التوصيات الصحية تشير إلى 0.75 غرام فقط.
وبناءً على هذه الأرقام، يحتاج الرجال إلى حوالي 60 غرامًا من البروتين يوميًا، والنساء إلى 54 غرامًا، مع زيادة طفيفة لمن تجاوزوا سن الخمسين بسبب انخفاض كفاءة الامتصاص.
ويؤكد هوبسون أن البروتين لا يعمل بشكل فعّال إلا عندما يكون جزءًا من نظام غذائي متوازن يشمل الكربوهيدرات والدهون، محذرًا من أن التركيز المفرط عليه قد يؤدي إلى إهمال عناصر غذائية أخرى لا تقل أهمية.
أضرار الإفراط في تناول البروتين
رغم أن البروتين ضروري لبناء العضلات والأنسجة، إلا أن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، فعند استهلاك كميات كبيرة منه، يُنتج الجسم فضلات مثل اليوريا والكالسيوم، ما يضع عبئًا إضافيًا على الكلى، ويزيد من خطر الإصابة بحصى الكلى أو الفشل الكلوي المبكر.
كما تشير دراسة من جامعة جنوب كاليفورنيا عام 2014، شملت أكثر من 6,000 شخص فوق سن الخمسين، إلى أن الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين ارتبطت بزيادة خطر الوفاة بسبب السرطان والسكري.
ويوضح الخبراء أن احتياجات البروتين تتغير مع التقدم في العمر، خاصة لدى النساء بعد انقطاع الطمث، لكن زيادة البروتين وحدها لا تكفي لمواجهة فقدان الكتلة العضلية أو هشاشة العظام، بل إن تناول كميات كبيرة من البروتين الحيواني في منتصف العمر قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
كيف تحصل على البروتين بشكل صحي وآمن؟
بدلاً من التركيز على الكمية، ينصح الخبراء بالاهتمام بجودة مصادر البروتين، ويوصي هوبسون بتناول مزيج من البروتين النباتي والحيواني مثل العدس، البيض، المكسرات، الأسماك، الدواجن ومنتجات الألبان.
اقرأ أيضاً دراسة جديدة تفنّد المعتقدات القديمة.. وتكشف فوائد غير متوقعة للبروتين الحيواني
وعلى سبيل المثال، يمكن بدء اليوم بإضافة المكسرات والبذور إلى الزبادي للحصول على أكثر من 10 غرامات من البروتين، بينما تحتوي صدور الدجاج الصغيرة على نحو 30 غرامًا، ما يجعلها خيارًا مثاليًا للغداء أو العشاء.
كما يمكن تعزيز استهلاك البروتين عبر وجبات خفيفة مثل الجبن والمكسرات أو الفاكهة مع زبدة الفول السوداني، ويؤكد هوبسون أن "معظمنا لا يحتاج إلى المزيد من البروتين، بل إلى بروتين أفضل ضمن نظام غذائي متوازن"، محذرًا من أن الإفراط في التركيز على البروتين قد يؤدي إلى إهمال عناصر غذائية أخرى مهمة مثل الألياف والفيتامينات.
