بدقة 99%.. فحص دم جديد يتنبأ بالإصابة بالسرطان مبكرًا
نجح علماء في نظام ماس جينيرال بريغهام الصحي في تطوير فحص الدم المبكر للسرطان يمكنه الكشف عن سرطانات الرأس والرقبة المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) قبل عقد كامل من ظهور الأعراض، مما يفتح آفاقاً جديدة في مكافحة هذا النوع من الأورام الخبيثة.
فحص الدم المبكر للسرطان
يعمل الفحص المسمى "إتش بي في-ديب سيك" من خلال تقنية متطورة لتسلسل الجينوم الكامل، تمكنه من رصد الشظايا الدقيقة من الحمض النووي للفيروس التي تنفصل عن الورم وتنتقل إلى مجرى الدم.
وأظهرت النتائج الأولية دقة مذهلة بلغت 99% في الحساسية والنوعية، متفوقاً على جميع طرق التشخيص الحالية. وهذا "الفحص الدم المبكر للسرطان" يمثل نقلة نوعية في عالم التشخيص المبكر للأورام.
الكشف المبكر عن السرطان
شملت الدراسة تحليل 56 عينة دم من بنك العينات الحيوية، حيث تمكن الفحص من اكتشاف الحمض النووي للورم في 22 من أصل 28 عينة لأشخاص أصيبوا لاحقاً بالسرطان، بينما كانت جميع عينات المجموعة الضابطة سلبية.
وأظهرت النتائج أن الفحص كان أكثر دقة في العينات المأخوذة بالقرب من وقت التشخيص، حيث تم رصد إصابة مبكرة قبل 7.8 سنوات من التشخيص الفعلي وباستخدام التعلم الآلي، تمكن الباحثون من تحسين دقة الفحص لتصل إلى 27 حالة من أصل 28.
ويخضع هذا الفحص الدم المبكر للسرطان حالياً للتقييم في دراسة موسعة بتمويل من المعاهد الوطنية للصحة، باستخدام مئات العينات الإضافية للتأكد من فعاليته. ويأمل الباحثون أن يسهم هذا الابتكار في خفض معدلات الوفيات وتحسين جودة حياة المرضى بالكشف المبكر والعلاج في مراحل أولية.
اقرأ أيضًا: تحليل الهوموسيستين.. ما أهميته لصحة الرجل؟
مرض السرطان
السرطان هو واحد من أخطر الأمراض التي تواجه البشرية في العصر الحديث، وهو ليس مرضاً واحداً بل مجموعة من الأمراض تتميز بنمو غير طبيعي للخلايا التي تنقسم بشكل لا يمكن السيطرة عليه، مع قدرة هذه الخلايا على غزو الأنسجة المجاورة وتدميرها، أو الانتقال إلى أعضاء بعيدة في عملية تسمى "الانتشار".
ينشأ السرطان نتيجة طفرات في المادة الوراثية (DNA) للخلايا، تؤدي إلى تعطيل الآليات الطبيعية التي تنظم انقسام الخلايا وموتها. يمكن أن تكون هذه الطفرات موروثة أو مكتسبة بسبب التعرض لعوامل مسرطنة مثل التبغ، والإشعاع، والمواد الكيميائية، أو بعض أنواع العدوى الفيروسية مثل فيروس الورم الحليمي البشري (HPV).
يُعد السرطان ثاني سبب رئيسي للوفاة على مستوى العالم، حيث يتسبب في وفاة حوالي 10 ملايين شخص سنوياً، وتشمل أكثر أنواع السرطان شيوعاً سرطان الثدي، والرئة، والقولون، والبروستاتا، وسرطانات الجلد ويعتمد تشخيص المرض وعلاجه على نوع السرطان ومرحلته وموقعه، وتشمل خيارات العلاج الرئيسية الجراحة، والعلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي، والعلاج المناعي.
يظل الكشف المبكر عن السرطان أحد أهم العوامل في تحسين نتائج العلاج وزيادة معدلات البقاء على قيد الحياة، حيث تصل نسبة الشفاء من أنواع السرطان إلى أكثر من 90% عند اكتشافها في مراحلها المبكرة.
