فيراري تُعيد "تيستاروسا" إلى الحياة.. لكن النسخة الكلاسيكية تخطف القلوب من الجديدة
عندما قررت فيراري (Ferrari) إعادة إحياء اسم تيستاروسا (Testarossa) الأسطوري، كان الهدف استدعاء مجد الثمانينيات وبريقه. لكن المفارقة أن السيارة الحديثة 849 تيستاروسا، رغم قوتها الخارقة التي تتجاوز ألف حصان، قد تجد نفسها في مواجهة خصمٍ لا يُقهر — ذكريات جيل كامل ارتبطت بالسيارة الأصلية التي زيّنت مسلسل “ميامي فايس” وأصبحت رمزًا لعصرٍ من الفخامة الإيطالية والجنون الميكانيكي.
النسخة الكلاسيكية من فيراري تيستاروسا موديل 1986 عادت لتتصدر العناوين من جديد، بعد عرضها للبيع عبر موقع المزادات الشهير Bring a Trailer، التابع لمجموعة Hearst Autos. السيارة المعروضة تُعد واحدة من أبرز النماذج في تاريخ العلامة الإيطالية، بفضل تصميمها الجريء وخطوطها الجانبية الشهيرة ومرآة الرؤية الخلفية الأحادية المثبتة في الأعلى، والتي أصبحت لاحقًا سمة مميزة لطرازات ذلك العصر.
صيانة فيراري تيستاروسا 1986
ولم تكتفِ السيارة بجمالها الأيقوني؛ فقد خضعت مؤخرًا لصيانة شاملة بلغت تكلفتها نحو 30 ألف دولار أميركي، تضمنت استبدال سير التوقيت، وتحديث نظام الوقود، وتغيير السوائل والخراطيم — لتعود إلى حالتها الأصلية الجاهزة للانطلاق.
اقرأ أيضا: فيراري 296 GTB تتفوق على 488 بيستا سبايدر في اختبار سرعة حاسم
تُعد فيراري تيستاروسا الأصلية سيارة بوكسير-12 (Boxer-12) سعة 4.9 لتر بقوة 380 حصانًا وعزم دوران يبلغ 354 رطل-قدم — أرقام كانت مذهلة في زمنها، ولا تزال مثيرة حتى اليوم.
وبحسب مجلة Car and Driver، التي اختبرت السيارة في تسعينيات القرن الماضي، فإن قيادتها أكثر راحة وسلاسة من نظيرتها لامبورغيني كونتاش، مع قدرة مدهشة على تحقيق توازن بين الأداء العالي والقيادة اليومية.

ورغم افتقارها للتقنيات الحديثة أو حتى لمكيف هواء فعّال، فإن تجربة قيادة تيستاروسا تظل نادرة وحسية إلى أقصى حد — من صوت المحرك المسطّح المميز إلى طقطقة ناقل الحركة المعدني المكشوف التي تُذكّرك بأنك تقود تحفة ميكانيكية من عصرٍ ذهبي لا يتكرر.
الاسم الجديد لفيراري تيستاروسا 1986
إعادة فيراري اسم تيستاروسا بإصدار حديث مثل 849 Testarossa كان محاولة لتكريم التاريخ، لكنها فتحت باب المقارنة المؤلمة بين الأصالة والتطور المفرط. فالسيارة الحديثة، رغم تفوقها العددي في القوة والانسيابية والتقنيات الهجينة، تفتقد تلك الجاذبية الخام التي جعلت الأصلية خالدة في الذاكرة الجماعية لعشاق السيارات.
ويصفها أحد الملاك قائلاً: “التيستاروسا القديمة ليست مجرد سيارة، بل آلة تُثير المشاعر، أما الجديدة فهي إنجاز هندسي بارد.”
ينتهي المزاد على هذه النسخة النادرة في 16 أكتوبر الجاري، وسط اهتمام كبير من عشاق الكلاسيكيات حول العالم. وبينما تسعى فيراري الحديثة إلى صياغة مستقبل جديد، يبدو أن تيستاروسا الكلاسيكية لا تزال تذكّر الجميع بأن بعض الأسماء لا تُعاد، بل تُخلّد.
