هل تساءلت يومًا كيف تعمل الروبوتات داخل المصانع؟ فيديو مذهل يكشف السر
في تجربة وُصفت بالتاريخية في مسار تطوّر الصناعة الحديثة، أعلنت شركة "فيغير" Figure الأمريكية، المتخصصة في مجال الروبوتات البشرية Humanoid Robots، عن نجاح أحد روبوتاتها في أداء مهام حقيقية داخل مصنع "بي إم دبليو" BMW في ألمانيا على مدار خمسة أشهر متواصلة، بواقع عشر ساعات عمل يوميًا ضمن خط إنتاج سيارات BMW X3.
مستقبل الروبوتات البشرية بالمصانع
ووفقًا لما نشره موقع Technology عبر صفحته الرسمية على منصة إنستغرام، تُعد هذه التجربة أول تطبيق واسع النطاق لاستخدام الروبوتات البشرية داخل بيئة تصنيع متكاملة، حيث نفّذ الروبوت مهامًا عملية تتعلق بتجميع أجزاء السيارات والتعامل مع مكوناتها، تحت إشراف مباشر من فرق المهندسين والتقنيين لدى الشركتين، وفي ظروف تشغيل حقيقية تحاكي بيئة العمل الصناعية بالكامل.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي أكثر إقناعًا من الأطباء في تقديم النصائح.. دراسة حديثة تكشف الأسباب
وبلغت قيمة شركة "فيغير" نحو 39 مليار دولار، وهي من أبرز الشركات التي تدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في تصميم الروبوتات القادرة على التعلّم الذاتي واتخاذ القرارات أثناء العمل دون تدخل بشري مباشر.
وأكدت الشركتان أن الهدف من المشروع هو اختبار قدرة الروبوتات البشرية على أداء المهام الصناعية المعقدة بكفاءة تماثل أداء الإنسان، مع الحد من الإجهاد الجسدي للعمال البشريين وضمان ثبات جودة الإنتاج.
وتمثّل التجربة خطوة أساسية نحو بناء مصانع هجينة تجمع بين الإنسان والآلة، وتفتح الباب أمام عصر جديد من التشغيل الذكي القائم على التعاون بين الطرفين.
وبحسب دراسة مشتركة أجرتها "بي إم دبليو"و"فيغير"، فقد أظهرت النتائج الأولية ارتفاعًا في معدل الكفاءة التشغيلية مع انخفاض ملحوظ في الأخطاء البشرية، ما يعزز من جدوى توسيع استخدام الروبوتات البشرية في خطوط الإنتاج المستقبلية.
وتُشير التوقعات إلى أن مصانع كبرى مثل فولكسفاغن Volkswagen في ساو برناردو بالبرازيل ستكون من بين أولى المواقع التي قد تشهد إدماج هذه التقنية قريبًا، حيث ستعمل الروبوتات إلى جانب العاملين في مهام متخصصة تتطلب دقة عالية واستمرارية تشغيل طويلة.
ويرى خبراء الصناعة أن هذه التجارب تُمهّد لمرحلة جديدة في عالم التصنيع، تُعيد تعريف علاقة الإنسان بالآلة من منظور تكاملي لا تنافسي، إذ تُصبح الروبوتات البشرية عنصرًا فاعلًا في دعم الإنتاج وتحسين بيئة العمل وتقليل نسب الخطأ والهدر.
