ساعات باتيك فيليب النادرة تتصدر مزاد سوذبيز في ديسمبر المقبل

تستعد دار المزادات العالمية سوذبيز، لإقامة أحد أهم مزادات الساعات في عام 2025، حيث تُعرض خلاله مجموعة استثنائية من الساعات النادرة تعود لهواة الجمع الأمريكي روبرت م. أولمستيد.

ومن المقرر أن يُقام المزاد في ديسمبر المقبل بنيويورك، يضم أكثر من 80 ساعة جيب وساعة معصم من أرقى العلامات وأندرها، كثيرٌ منها لم يُعرض قطّ في الأسواق، ما يجعل المزاد المرتقب واحدًا من أبرز الأحداث في روزنامة الساعات العالمية لعام 2025.

أجمل ساعات باتيك فيليب النادرة

بدأ شغف روبرت أولمستيد بعالم الساعات خلال دراسته في جامعة برينستون في ستينيات القرن الماضي. ومنذ ذلك الحين، جمع بعناية مجموعة فريدة تُبرز تطور علم صناعة الساعات عبر القرون، مع تركيزٍ خاص على باتيك فيليب (Patek Philippe) ودنت (Dent) وتشارلز فرودشام (Charles Frodsham).

عُرف أولمستيد بشغفه الدؤوب وتواضعه البالغ، ولم يكن جامعًا يسعى وراء الرفاهية، بل مؤرخًا للزمن بمعناه الحرفي. وبحلول وفاته في ديسمبر الماضي، كانت مجموعته قد تحوّلت إلى أرشيف نادر لتاريخ الساعات الأوروبية من القرن التاسع عشر والعشرين.

من بين القطع التي ستُعرض، تبرز ساعة جيب نادرة بتعقيد الثواني المنقسمة صنعتها باتيك فيليب عام 1924 بطلبٍ من الكيميائي والصناعي الأمريكي جون موتلي مورهد الثالث. تتميّز الساعة بوجود حركتين ميكانيكيتين مستقلتين تُشغّلان في اتجاهين متعاكسين بواسطة التاج نفسه، إحداهما لتسجيل الوقت النجمي نسبة إلى دوران الأرض حول النجوم الثابتة.

تُعد هذه القطعة واحدة من ساعتين فقط في العالم تحتويان على نظام حركي مزدوج، ويُقدّر سعرها بما بين 500 ألف إلى مليون دولار أمريكي. أما النسخة الثانية، وهي أيضًا من مجموعة أولمستيد، فيُقدّر سعرها بين 300 و500 ألف دولار.

ومن القطع اللافتة أيضًا ساعة بوزن ورقي معقدة صنعتها باتيك فيليب عام 1927، تحتوي على تقويمات فلكية متعددة وتعقيدات نادرة. تحمل الساعة رقم حركة 198.159، وهي واحدة من ثلاثة نماذج فقط وُجدت في التاريخ، إلى جانب الساعتين اللتين صُنعتا خصيصًا لاثنين من أعظم جامعي الساعات في القرن العشرين: جيمس وورد باكارد، رائد صناعة السيارات، وهنري غريفز الابن، المصرفي الأسطوري الذي جمع أندر ساعات باتيك على الإطلاق.

اقتنى أولمستيد هذه الساعة عام 1976، وبقيت غير معروفة في الأوساط الأكاديمية أو السوق حتى الآن ، وتأتي مصادفة بيعها هذا العام متزامنًا مع إطلاق باتيك فيليب لإصدار حديث مستوحى منها في معرض “ساعات وعجائب جنيف 2025”، وهو إصدار محدود من 25 قطعة فقط، بيعت جميعها فورًا بسعر 1.25 مليون دولار للساعة الواحدة.

سعر ساعة دنت (Dent)

إلى جانب كنوز باتيك فيليب، تضم المجموعة أيضًا ساعات مذهلة من رواد الصناعة الإنجليزية الذين سبقوا الهيمنة السويسرية الحديثة. من بينها ساعة دنت (Dent) تعود إلى عام 1857، تُقدّر بين 50,000 و70,000 دولار، وساعة جيب معقدة للغاية من تشارلز فرودشام تُقدّر قيمتها بما بين 300,000 و500,000 دولار — تجسّد ذروة الابتكار البريطاني قبل الحرب العالمية الثانية.

اقرأ أيضا: ساعات تتجاوز الزمن: فخامة الأناقة ودقة التقنية في تحفة واحدة

ستُعرض المجموعة ضمن مزاد “Important Watches” في دار سوذبيز بتاريخ 8 ديسمبر 2025، وضمن معرض “Luxury Watches” من 26 نوفمبر إلى 10 ديسمبر. وتنطلق جولة عالمية تمهيدية تشمل هونغ كونغ، لندن، وجنيف قبل أن تُعرض المجموعة للجمهور في مبنى بروير في نيويورك بين 5 و7 ديسمبر.

يشرف على تنظيم المزاد دارين شنيبر (Daryn Schnipper)، الرئيس الفخري لقسم الساعات الدولي في سوذبيز، الذي وصف المجموعة بأنها “منجم معرفي وتاريخي لا يقدّر بثمن”، مؤكدًا أن “كل ساعة فيها تُحكى قصةُ صانعها ومالكها على السواء”.

ليست مجموعة أولمستيد مجرد عرض تجاري، بل وثيقة نادرة عن شغف الإنسان بالوقت والدقة والجمال الميكانيكي، فكما تقول سوذبيز، “كل ساعة في هذه المجموعة تروي قصة قرنٍ من الحرفية”. ولعلها أيضًا تأكيد عملي على شعار باتيك فيليب الخالد: “أنت لا تملك ساعة باتيك فيليب أبدًا، بل تعتني بها فقط للأجيال القادمة.”