رفع تعليق ترخيص تيك توك في إندونيسيا بعد تعاونها مع السلطات.. إليك القصة
أعلنت الحكومة الإندونيسية إلغاء تعليق ترخيص التشغيل المحلي لتطبيق تيك توك، بعد أن شاركت المنصة المملوكة لشركة ByteDance الصينية بيانات كانت السلطات طلبتها، بشأن نشاط البث المباشر خلال الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها البلاد في نهاية أغسطس الماضي.
وكانت وزارة الاتصالات والشؤون الرقمية الإندونيسية قد قررت يوم الجمعة تعليق ترخيص تيك توك مؤقتًا، متهمةً الشركة بانتهاك التزاماتها كمشغل لنظام إلكتروني خاص، بعدما رفضت المنصة تقديم بيانات كاملة حول أنشطة المستخدمين أثناء الاحتجاجات التي اندلعت بين 25 و30 أغسطس.
خلفية أزمة تيك توك إندونيسيا
في رسالة رسمية بتاريخ 23 سبتمبر، أوضحت تيك توك للحكومة أن سياساتها الداخلية تمنعها من الامتثال الكامل لطلب تسليم البيانات، وهو ما دفع السلطات إلى اتخاذ قرارها بتعليق الترخيص.
لكن بعد أيام من التوتر، أعلنت الوزارة أن المنصة قدّمت البيانات المطلوبة حول تزايد حركة الزيارات ونشاط تحقيق الدخل من البث المباشر خلال فترة الاحتجاجات، لتُنهي بذلك الخلاف وتُعيد تفعيل الترخيص.
وقال ألكسندر صبار، المدير العام للرقابة على الفضاء الرقمي في الوزارة، إن الهدف من طلب البيانات كان تتبع الحسابات المرتبطة بالمقامرة عبر الإنترنت، التي استغلت خاصية البث المباشر على تيك توك أثناء الاضطرابات، مؤكدًا أن التعليق لم يكن عقابيًا بل جزءًا من جهود بناء منظومة رقمية موثوقة.
وشهدت إندونيسيا، احتجاجات في أواخر أغسطس، وفي خضم الأحداث، أوقفت تيك توك خدمة البث المباشر طواعيةً في 30 أغسطس، كإجراء احترازي للحد من التحريض والتوتر، قبل أن تُعيد تفعيل الخدمة بعد استقرار الأوضاع.
وأكدت الشركة في بيان رسمي أنها تلتزم بالقوانين المحلية في الدول التي تعمل بها، مشيرةً إلى تعاونها الكامل مع السلطات الإندونيسية "لحل المشكلة بشكل بناء".
وفي المقابل، أعلن صبار أن الحكومة أعادت تفعيل ترخيص تيك توك، كمزوّد نظام إلكتروني مسجل بعد وفائها بجميع التزاماتها القانونية.
مرحلة جديدة للعلاقة بين حكومة إندونيسيا وتيك توك
ورغم الجدل، ظل التطبيق متاحًا في إندونيسيا طوال فترة التعليق، حيث اقتصر القرار على النطاق الإداري، دون حظر فعلي للتطبيق أو تقييد وصول المستخدمين إليه.
ويمثل هذا القرار أحدث فصول العلاقة المعقدة بين تيك توك والحكومات الآسيوية، التي تسعى إلى موازنة حرية الإنترنت مع متطلبات الأمن الرقمي.
وفي إندونيسيا، يُتوقع أن تدفع الأزمة الأخيرة السلطات إلى تشديد الرقابة على منصات البث المباشر، بينما تسعى تيك توك إلى استعادة ثقة المستخدمين وتعزيز حضورها في السوق الإندونيسية، التي تُعد من الأكبر في جنوب شرق آسيا.
