هل يكرر الذكاء الاصطناعي مصير الأتمتة والروبوتات في تقليص الوظائف؟
أكد جيم فارلي، الرئيس التنفيذي لشركة فورد موتور (Ford Motor Company)، أن تأثير الذكاء الاصطناعي على العمال في القطاعات الحيوية لا يزال غامضًا وغير محسوم، رغم التوسع الكبير في استثمارات هذا المجال داخل الولايات المتحدة.
وفي مقابلة تلفزيونية مع قناة Bloomberg TV ضمن برنامج Wall Street Week، قال فارلي: “آمل أن يكون الذكاء الاصطناعي وسيلة دعم للعمال ذوي الياقات الزرقاء "أصحاب الحرف"، لكن من الصعب الجزم بذلك اليوم”.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي أحدث بالفعل اضطرابًا في الوظائف الإدارية والمكتبية، لكنه لم يُظهر بعد أثرًا مباشرًا في الاقتصاد الأساسي الذي يعتمد على المهن اليدوية والحرفية.
استثمارات الذكاء الاصطناعي
أوضح فارلي أن الاستثمارات الضخمة في إنشاء مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي وشبكات الطاقة قد تُشكّل “رياحًا داعمة” للاقتصاد الحقيقي، لأنها تتطلب دعمًا من العمال المهرة في مجالات البناء والكهرباء والسباكة والهندسة الميكانيكية.
اقرأ أيضًا: ماجوميد أنكالاييف يحقق قفزة مالية ضخمة قبل نزال لقب الوزن الخفيف الثقيل
ووفق تقرير صادر عن معهد ALFA، فإن استثمارات بقيمة 100 مليار دولار في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تخلق ما يصل إلى نصف مليون وظيفة جديدة في الولايات المتحدة خلال خمس سنوات، في قطاعات مثل البناء والتصنيع والنقل والعقارات.
ومع ذلك، شدد فارلي على أن التاريخ لا يحمل سجلًا مشجعًا فيما يخص تطبيق التقنيات الحديثة لخدمة الإنتاجية العمالية، قائلاً: “الابتكارات السابقة مثل الأتمتة والروبوتات أدت في الغالب إلى تقليص الوظائف في الاقتصاد الحقيقي، بدلاً من تعزيزها”.
أشار فارلي إلى أن إنتاجية العمال في القطاعات اليدوية انخفضت خلال العشرين عامًا الماضية، في حين شهدت الوظائف المكتبية ارتفاعًا واضحًا بفضل الرقمنة والتحول التقني.
وتدعم دراسة صادرة عن بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس (St. Louis Fed) هذا الطرح، إذ أوضحت أن العمال ذوي الياقات الزرقاء يستخدمون الذكاء الاصطناعي في 4% فقط من ساعات عملهم الأسبوعية، ما يوفر لهم 1% من الوقت، بينما يستفيد موظفو الحواسيب والرياضيات من التقنية بنسبة 11.7% من ساعات عملهم، مما يوفر 2.5% من الجهد.
اقرأ أيضًا: تيك توك وCBS تحت مظلة واحدة.. لاري إليسون يعيد تشكيل الإعلام الأميركي
ورغم أن إنشاء مراكز البيانات يفتح المجال لفرص عمل جديدة، أكد فارلي أن نقص العمال المؤهلين يمثل تحديًا كبيرًا أمام قطاع التكنولوجيا.
وأوضح أن الولايات المتحدة تواجه عجزًا يقدّر بنحو مليون عامل ماهر في مجالات بناء وتشغيل مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، قائلاً: “المفارقة أن لدينا هذا الكم الهائل من التكنولوجيا، لكننا نفتقر إلى الأشخاص القادرين على تنفيذها”.
وأضاف أن التحدي لا يكمن فقط في خلق الوظائف، بل في تأهيل الأيدي العاملة وتطوير مهاراتها لتواكب التطور السريع في عالم الذكاء الاصطناعي والصناعة الحديثة.
