مدير التسويق في ميتا: 3 عوامل تحدد هل الذكاء الاصطناعي سيزيد عدد الوظائف أم يقللها
يُعتبر الذكاء الاصطناعي سلاحًا ذا حدين في عالم الأعمال. من جانب، يُخشى أن يؤدي إلى تقليص الوظائف التقليدية بسبب الأتمتة، ومن جانب آخر، تُفتح مجالات جديدة تمامًا للعمالة. في حديثه عن تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، شدد أليكس شولتز، مدير التسويق في ميتا، على أن الشركات التي ستنجح في التكيف مع الذكاء الاصطناعي ستتمكن من فتح آفاق جديدة للنمو، بينما ستواجه شركات أخرى تحديات كبيرة نتيجة لتقليص القوى العاملة.
أوضح شولتز أن التحول الأول والأكثر وضوحًا يتعلق بكيفية جعل الذكاء الاصطناعي العمليات الحالية أكثر كفاءة. كما أضاف "الأشياء الحالية ستُنجز بشكل أكثر كفاءة باستخدام الذكاء الاصطناعي كما هو موجود اليوم". وهذا يعني أن الشركات ستحتاج إلى عدد أقل من الأشخاص للمهام التكرارية أو تلك التي يسهل أتمتتها. وقد بدأ هذا التحول بالفعل، حيث أشار أندي جاسي، الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، إلى أن الكفاءة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى تقليص القوى العاملة في بعض أجزاء الشركة. وقد أطلق البعض على هذه الظاهرة اسم "الانكماش الكبير"، الذي يبرز كيف أن تحسين العمليات غالبًا ما يؤدي إلى تقليص عدد الموظفين.
كيف يفتح الذكاء الاصطناعي مجالات مبتكرة؟
لكن على الجانب الآخر، يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يمكّن من إنجاز الأعمال التي كانت مستحيلة في الماضي. أشار شولتز إلى الفهم الدلالي للمحتوى، الذي أصبح الآن ممكنًا بفضل الذكاء الاصطناعي، مما يمكن منصات الفيديو من ترتيب وتوصية مقاطع الفيديو القصيرة بشكل أكثر فعالية. وهذه التطورات كانت غير قابلة للتحقيق بدون نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
هذا يفتح أبوابًا لفرص عمل جديدة مثل مدربي الذكاء الاصطناعي، مهندسي الأوامر، والمتخصصين الذين يقودون الشركات عبر عملية التبني والتكيف مع هذه التقنيات الجديدة. هذه الوظائف لم تكن موجودة منذ سنوات قليلة فقط، مما يعكس الإمكانات التحويلية للابتكارات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي.
أحد العوامل المهمة التي أكد عليها شولتز هو التكلفة. فبعض المشاريع كانت ممكنة تقنيًا في الماضي ولكنها كانت غير واقعية ماليًا. ومع تقدم الذكاء الاصطناعي، أصبح من الممكن تحقيق هذه المشاريع بتكاليف أقل. على سبيل المثال، كانت بوتات خدمة العملاء في الماضي مكلفة جدًا في تصميمها ونشرها، لكن الآن، باستخدام الأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يمكن للشركات تقديم حلول قابلة للتوسع وبأسعار معقولة، مما يخلق فرصًا جديدة للمطورين والمصممين ومتكاملي الأنظمة.
تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف
في النهاية، يشير شولتز إلى أن تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف سيكون مرهونًا بكيفية تفاعل هذه القوى الثلاث: الكفاءة، الابتكار، والقدرة على تحمل التكاليف. هل ستؤدي التخفيضات الناتجة عن الكفاءة إلى تفوق خسائر الوظائف على المكاسب الناتجة عن الفرص الجديدة؟ أم هل سيؤدي الاندفاع نحو الوظائف الجديدة إلى نمو اقتصادي واسع النطاق؟
ورغم أن التوازن لا يزال غير واضح، إلا أن شولتز أكد أن هذا التحول سيشكل علامة فارقة في طريقة تفكيرنا في العمل والاقتصاد في المستقبل. ومع تطور الذكاء الاصطناعي، ستكون هناك فرص وتحديات على حد سواء، وبعض الشركات قد تتوسع بشكل كبير في حين أن بعضها قد يواجه الانكماش.
