دراسة: بداية العلاقة تعزز السعادة.. والزواج يوفر الاستقرار
كشفت دراسة حديثة أن الرضا عن الحياة يزداد بشكل ملحوظ عند الانتقال من العيش بمفردك إلى الزواج ووجود شريك، فيما تبقى للزواج فوائد مرتبطة بالاستقرار الاجتماعي ، وهو ما يعكس أبعادًا متعددة لتأثير العلاقات الإنسانية على جودة الحياة.
أوضحت الدراسة المنشوة في مجلة Journal of Personality، والتي شملت أكثر من 1,100 مشارك من ألمانيا والمملكة المتحدة، أن أكبر دفعة في الرضا عن الحياة تأتي منذ اللحظة التي يدخل فيها الشخص في علاقة عاطفية جديدة. وأشارت النتائج إلى أن مستوى السعادة يبدأ في الارتفاع قبل الزواج و الانتقال للعيش مع الشريك، ويصل إلى ذروته في السنة الأولى من الزواج، قبل أن يتراجع قليلًا مع بقائه أعلى من فترة العزوبية.
اقرأ أيضًا: من تفاصيل صغيرة إلى خلافات كبرى.. كيف يدمّر غياب الاحترام الحياة العاطفية؟
الزواج وفوائده الممتدة
ورغم أن الدراسة لم تجد قفزة إضافية كبيرة في الرضا النفسي مباشرة بعد الزواج، فإن الباحثين أكدوا أن الزواج يظل مؤسسة اجتماعية مهمة تمنح الاستقرار العاطفي ، وتعزز الروابط الأسرية، وتوفر بيئة داعمة لتربية الأطفال. كما أن المجتمعات التي لا تزال تحتفظ بمكانة رفيعة للزواج تعكس أن قيمته ليست فقط في زيادة الرضا اللحظي، بل في الاستمرارية والأمان الأسري.
أظهرت الدراسة أن تأثير الارتباط كان متشابهًا لدى الرجال والنساء، بينما لعب الدخل والعمر دورًا ثانويًا؛ فالأكبر سنًا عبّروا عن مستويات رضا أقل قبل الزواج، في حين أن أصحاب الدخول المرتفعة حافظوا على مستويات أعلى من الرضا حتى بعد سنوات من الزواج.
أبرز الباحثون أن التغيرات الاجتماعية في العقود الأخيرة قد قللت من التأثير الفوري للزواج على مؤشرات السعادة. لكن في المقابل، تبقى المجتمعات التي تضع الزواج في صميم بنيتها الأسرية مثالًا على دوره المحوري في تحقيق التوازن النفسي والاجتماعي.
شددت الدراسة على أن نتائجها لا تنفي قيمة الزواج، بل تكشف أن الارتباط العاطفي الأولي هو الشرارة التي ترفع مستوى السعادة، فيما يبقى الزواج بمثابة الإطار الذي يحافظ على هذا الرضا على المدى الطويل. وأوصى الباحثون بمزيد من الدراسات لفهم كيفية تعزيز دور الزواج في ظل المتغيرات الثقافية الحديثة، خصوصًا في المجتمعات التي ما زالت ترى فيه أساسًا للاستقرار والسعادة.
