عرض كوني استثنائي.. كوكب زحل في أقرب مسافة من الأرض الليلة
أكد المهندس ماجد أبو زهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن كوكب زحل يشهد اليوم الأحد 21 سبتمبر 2025 حدثًا فلكيًا نادرًا يتمثل في وصوله إلى حالة التقابل مع الشمس.
في هذه اللحظة سيكون قرص الكوكب مضاءً بالكامل بأشعة الشمس، ليظهر بقطر ظاهري يبلغ نحو 19 ثانية قوسية وسطوع يقدّر بـ«+0,4».
ويقترب زحل في هذه الحالة من الأرض لمسافة تقارب 1,28 مليار كيلومتر، ما يجعله أكبر بنسبة 39% وأكثر لمعانًا بنحو 1,7 درجة مقارنةً بفترات العام الأخرى. هذه الظاهرة تمنح الفلكيين والهواة أفضل فرصة لرصد زحل خلال العام.
أفضل وقت لرؤية زحل وأقماره
وأوضح أبو زهرة أن لحظة التقابل تمثل الفرصة المثالية لرصد زحل وأقماره، إذ تكون الأرض والشمس وزحل على خط واحد تقريبًا، ما يجعل الرؤية أوضح وأكثر دقة.
سيظهر الكوكب بعد غروب الشمس مباشرة فوق الأفق الشرقي، ويصل إلى أعلى نقطة في السماء عند منتصف الليل تقريبًا، قبل أن يتجه نحو الأفق الجنوبي الغربي مع شروق الشمس. وباستخدام تلسكوب متوسط الحجم ستبدو حلقات زحل نحيلة بميل يقدر بنحو 3,7 درجة، ما يجعل رؤية "فاصل كاسيني" أكثر صعوبة.
ومع ذلك، فإن التلسكوبات الأكبر قد تتيح فرصة مميزة لرصد بعض التفاصيل الدقيقة على أطراف الحلقات، بالإضافة إلى عدد من أقمار زحل الكبيرة. كما تشهد هذه الفترة ظاهرة تعرف باسم "تأثير سيليجر" التي تزيد من لمعان الحلقات لعدة أيام بفضل انعكاس أشعة الشمس على جسيمات الجليد المكوّنة لها.
اقرأ أيضًا: محاكاة جديدة للحياة على الكوكب الأحمر.. هل اقتربنا من الانتقال إلى المريخ؟
زحل.. كوكب الحلقات المذهلة
.png)
وأشار أبو زهرة إلى أن رصد زحل لن يقتصر على ليلة التقابل فقط، بل سيستمر لعدة أشهر خلال ساعات المساء، حتى مع ابتعاد الأرض عن موقع الاصطفاف.
وبيّن أن هذه الظاهرة تخص الكواكب الخارجية فقط، مثل المريخ والمشتري وزحل وأورانوس ونبتون، بخلاف عطارد والزهرة اللذين لا يمران بالتقابل. وتتكرر هذه الحالة وفق دورات مختلفة؛ فالمريخ يشهدها كل عامين تقريبًا، بينما يتأخر المشتري شهرًا واحدًا سنويًا، أما زحل فيتأخر أسبوعين سنويًا.
ويُعد زحل، وهو سادس كواكب المجموعة الشمسية وأبعد كوكب يمكن رؤيته بالعين المجردة، من أكثر العوالم إثارة بفضل نظام حلقاته الفريد المؤلف من مليارات القطع الجليدية، إلى جانب امتلاكه أكثر من 80 قمرًا مؤكدًا سُمّي منها 62 قمرًا.
ويشكل حدث التقابل دعوة لعشاق الفلك للتأمل في جمال النظام الشمسي وما يزخر به من عجائب سماوية.
