Bentley Bentayga Speed.. السحر المكتسب مع تجربة قيادة خارقة
في خمسينيات القرن الماضي، وقف شاب نحيل ذو صوت ناعم وملامح غير جذابة تمامًا على خشبة مسرح ليُسمع الحضور أغنية رومانسية بسيطة ذات لحن حديث من النوع الذي لم يكن رائجًا آنذاك، وما هي إلا بضع دقائق حتى بدأ الجمهور بالتملل مطالبينه بالنزول عن المسرح، ولكن المسكين لم ييأس وأصر على الغناء حتى اعتاده الجمهور واعتاد أسلوبه في الغناء. هذا المطرب المسكين هو عبد الحليم حافظ الذي لامس لاحقًا وجدان المستمع العربي كما لم يفعل أحد من قبله أو من بعده.
Bentley Bentayga عرفت في عالم السيارات الحالة نفسها التي عرفها المطرب العربي الكبير، فعندما عُرضت لأول مرة كنموذج اختباري حمل اسم EXP 9 F، أتت بتصميم مثير للجدل كان مدعاة سخرية بالنسبة لكثير من المراقبين الذين أملوا أن يتغير الحال عندما تصل السيارة بحلّتها النهائية إلى الأسواق كما يجري بالعادة مع أي سيارة اختبارية غريبة الملامح، ولكن هذا لم يحصل مع Bentayga المخصصة للبيع التي رغم التعديلات العديدة التي نُفذت عليها من قبل الشركة انسجامًا مع ما يرغب به العملاء، بقيت تعاني تصميمًا يرى كثيرون أنه ليس بالمستوى الذي يليق بصانع لطالما أسرت سيارته القلوب بتصاميمها الجذابة التي تنبض بفخامة استثنائية.
تجربة قيادة خارقة
كل هذا قبل أن يجلس أحد خلف مقودها مطلقًا العنان لمحركها الحريري الأداء، فهنا تغيرت الصورة تمامًا وبات أي منتقد لخطوط السيارة الخارجية، مدافعًا شرسًا عنها مفتونًا بما تقدمه له من متعة، إذ إنّ تجربة قيادة Bentayga كانت تتسم بالقوة السحرية التي تسحب السيارة نحو الأمام بمزيج من النعومة والسرعة مع انقياد أشبه بمن يمرر سكينًا حادًا في قطعة من الزبدة الطازجة.
قوة أعلى وديناميكيات معززة
واليوم، وبعد أن أعادت Bentley تصميم السيارة قبل بضع سنوات لتعزز نجاحها الكبير الذي تحقق بفضل مواصفاتها الفاخرة وتجربة قيادتها الممتعة بمعالجة ما كان ينقصها على صعيد التصميم، أي المؤخرة ذات الخطوط الساحرة المستوحاة من أجمل سيارات الشركة أي طراز Continental GT، خضعت الفئة Speed لعملية تحسين منتج استغنت معها عن محرك الأسطوانات الاثنتي عشرة لصالح محرك من ثماني أسطوانات. وبطبيعة الحال، عندما تستغني أي سيارة عن محرك كبير لصالح محرك أصغر تنخفض القوة التي تتوافر لها، إلا أنّ هذا لم يحصل مع الحلة الجديدة للفئة Speed، فبفضل الهندسة الحديثة تمكن ميكانيكيو الصانع البريطاني ليس من المحافظة فحسب على قوة الـ 626 حصانًا التي كانت يولدها محرك الأسطوانات الاثنتي عشرة، بل رفعوا هذه القوة إلى 641، أي أكثر بـ 15 حصانًا من السابق.
وكما يمكنك أن تتخيل، كان لاستبدال المحرك الضخم انعكاس إيجابي على وزن مركبة الاستخدام المتعدد الفاخرة، الذي انخفض بنحو 43 كيلوغرامًا. وبما أنّ المحرك أصبح أصغر حجمًا، تمكن مصممو Bentley من تثبيته بوضعية متراجعة أكثر إلى الخلف، الأمر الذي ساهم بتعزيز البنية الديناميكية للسيارة وساعد جهاز تعليقها على القيام بمهامه في التوفيق بين التماسك والراحة. أما بالنسبة للتسارع والسرعة القصوى، فأصبحت السيارة قادرة على الوصول إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة بعد الانطلاق بـ 3.6 ثانية، ثم متابعة هذا التسارع حتى تسجيل سرعة 310 كيلومترات في الساعة. هذا وتستفيد Speed الجديدة من نظام توجيه للعجلات الخلفية يجعلها أكثر رشاقة.
اقرأ أيضًا : Rolls-Royce Ghost في مواجهة Bentley Flying Spur.. الهدوء الملكي أم الإثارة المترفة؟
تعديلات تصميمية طفيفة
نالت Bentayga تعديلات تصميمية طفيفة على جسمها الخارجي ومقصورة قيادتها، فمن الخارج انحصرت الاختلافات على العجلات المطروقة ذات التصميم الرياضي، ومصابيح أمامية وخلفية داكنة وطلاء أسود اختياري للسقف. كما جرى استبدال إكسسوارات الكروم اللامع بأخرى مطلية باللون الداكن لتعزيز الأجواء الرياضية. أما من الداخل، فلم تكن المقصورة بحاجة إلى كثير من التعديلات كونها لا تزال واحدة من أفخم ما يتوافر في قطاع مركبات الاستخدام المتعدد الفاخرة.
