كسوف الشمس الجزئي القادم.. ما الأسرار التي يخفيها هذا الحدث النادر؟
تشهد السماء غدًا ظاهرة كونية نادرة تتمثل في كسوف الشمس، حيث يستعد سكان النصف الجنوبي من الكرة الأرضية لمشاهدتها لمدة تزيد على أربع ساعات.
تُعرف هذه الظاهرة علميًا باسم "كسوف الاعتدال"، وهي من الظواهر الفلكية المميزة التي تحدث عند تزامن الكسوف مع وقت الاعتدال الربيعي أو الخريفي.
كسوف الشمس في نصف الأرض الجنوبي
وأوضح الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر، أن هذا الحدث النادر لا يُرى إلا في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، وتحديدًا في جنوب أستراليا، ونيوزيلندا، والمحيط الهادئ، والقارة القطبية الجنوبية.
وأضاف أن كسوف الشمس 2025 يحدث بعد أسبوعين من خسوف القمر، أي عندما يكون القمر في طور "المحاق"، وهو الوضع الذي يكون فيه القمر بين الشمس والأرض، ما يسمح بحدوث الكسوف. أما خسوف القمر، فيحدث فقط عند اكتمال القمر بدراً، عندما تكون الأرض بين الشمس والقمر.
ذروة كسوف الشمس 2025
Partial Solar eclipse time-lapse compressed into one photo 🌙✨ pic.twitter.com/xM5mSATRwi
— Night Sky Today (@NightSkyToday) September 11, 2025
وأشار تادرس إلى أن ذروة هذا الكسوف الجزئي ستغطي نحو 85.5% من قرص الشمس، وتستمر مدة الكسوف الإجمالية قرابة 4 ساعات و24 دقيقة. وسُيلاحظ بشكل أكبر في المحيط الجنوبي بين نيوزيلندا والقارة القطبية الجنوبية، فيما ستشهد أجزاء من شبه جزيرة القارة القطبية الجنوبية كسوفًا جزئيًا بنسبة 12% فقط قبل غروب الشمس.
وأكد تادرس أنه لا يمكن مشاهدة هذا الكسوف من مصر أو من أي منطقة في نصف الكرة الشمالي.
وتُعد هذه الظاهرة هي الكسوف الشمسي الثاني والأخير في عام 2025، ضمن دورة فلكية تُعرف باسم دورة ساروس (Saros Cycle)، والتي تستمر 18 سنة و11 يومًا و8 ساعات، وتكرر خلالها أوضاع الأرض والقمر والشمس بشكل يجعل الظواهر الفلكية مثل الكسوف والخسوف تعود بنمط مشابه لما حدث قبل 18 عامًا.
وأضاف أستاذ الفلك أن هذه الدورة تم رصدها واستخدامها منذ آلاف السنين بواسطة البابليين والمصريين القدماء، وتُستخدم حتى اليوم للتنبؤ بحدوث مثل هذه الظواهر.
علاقة كسوف الشمس بحساب بدايات الأشهر الهجرية
وأوضح أن تتبع ظواهر كسوف الشمس وخسوف القمر لا يقتصر على الاهتمام العلمي فقط، بل يُستخدم أيضًا في تأكيد بدايات ونهايات الشهور القمرية والهجرية، نظرًا لارتباطها بدقة بحركة القمر حول الأرض وموقعه من الشمس.
وأكد في ختام حديثه أن كسوف الشمس 2025 يُعد فرصة علمية نادرة لمراقبة التغيرات في طبقات الغلاف الجوي، والاستفادة من تحليل البيانات الفلكية المرتبطة بحركة الأجرام السماوية.
