مالك زارا يتكبد 60% خسارة بعد بيع عقار في نيويورك
في تطور جديد يعكس حجم التحديات التي تواجه سوق العقارات المكتبية في مدينة نيويورك، أقدم الملياردير الإسباني "أمانسيو أورتيغا" Amancio Ortega، مؤسس سلسلة الأزياء العالمية "زارا" Zara، على بيع مبنى مكاتبه الواقع في قلب مانهاتن، وتحديدًا في 366 شارع ماديسون 366 Madison Ave، مقابل 50 مليون دولار فقط.
هذه الصفقة تمثل خسارة مالية ضخمة تقارب 60% من قيمة الشراء الأصلية التي بلغت 115.5 مليون دولار، والتي دفعها مكتبه العائلي "بونتيغيديا" Pontegadea في عام 2006.
المبنى، الذي يتكون من 17 طابقًا ويقع على بُعد خطوات قليلة من محطة "غراند سنترال"، يُعد من العقارات التجارية المميزة في منطقة "ميدتاون" الحيوية.
وقد تم بيعه إلى مجموعة "سيوني" Sioni Group، بينما تولت شركة "إيستديل سيكيورد" Eastdil Secured عملية الوساطة العقارية.
ورغم أهمية الصفقة، لم يصدر أي تعليق رسمي من البائع أو المشتري بشأن تفاصيل البيع أو خلفياته.
ثروة مؤسس "زارا" 2025
ورغم هذه الخسارة الكبيرة، لا يبدو أن أمانسيو أورتيغا، مؤسس شركة "إنديتكس" Inditex SA، ينوي التراجع عن استثماراته العقارية العالمية. وتُقدّر ثروته الشخصية بأكثر من 104 مليارات دولار، وقد واصل خلال العام الجاري توسيع محفظته العقارية في أوروبا.
فقد استحوذ على فندق "بانكي" Hotel Banke في العاصمة الفرنسية باريس مقابل نحو 113 مليون دولار، كما أضاف إلى ممتلكاته عقارًا فاخرًا جديدًا في شارع "دياغونال" الشهير بمدينة برشلونة الإسبانية، ليعزز بذلك حضوره في السوق العقاري الأوروبي.
وتأتي هذه الصفقة في سياق أوسع يشهده سوق العقارات في نيويورك، حيث تتجه العديد من المباني المكتبية القديمة إلى التحول إلى وحدات سكنية، في محاولة للاستجابة للطلب المتزايد على السكن وتقليص فائض المساحات المكتبية غير المشغولة.
ومن أبرز هذه المشاريع، تحويل مبنى "25 ووتر ستريت" 25 Water St إلى أكبر مشروع سكني من نوعه في تاريخ الولايات المتحدة، وهو مشروع يُتوقع أن يضيف آلاف الوحدات السكنية الجديدة إلى المدينة.
اقرأ أيضًا: عقار بمسبحين ومرافق خاصة في فلوريدا للبيع بـ73 مليون دولار (صور)
مستقبل السكن في نيويورك
إلى جانب مشروع "25 ووتر"، هناك جهود مماثلة لتحويل مباني أخرى مثل "55 برود" 55 Broad و"5 تايمز سكوير" 5 Times Square، بالإضافة إلى عشرات العقارات الأصغر، إلى وحدات سكنية حديثة.
وتشير التقديرات إلى أن هذه التحولات ستُسهم في توفير أكثر من 17,000 وحدة سكنية جديدة خلال السنوات القليلة المقبلة، وهو ما يُعد دفعة قوية لمواجهة أزمة الإسكان المتفاقمة في المدينة، وفي الوقت ذاته يُسهم في معالجة مشكلة المكاتب الفارغة التي تفاقمت منذ جائحة كورونا.
وتُظهر صفقة "أمانسيو أورتيغا " أن حتى كبار المستثمرين العالميين لا يمكنهم تفادي تأثيرات الركود العقاري في نيويورك، خاصة في قطاع المكاتب الذي شهد تراجعًا حادًا في قيمته السوقية.
ومع استمرار هذا الاتجاه، قد نشهد المزيد من التحولات في طبيعة استخدام العقارات التجارية، لتواكب التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي فرضتها المرحلة الراهنة.
