وجوه صنعت التاريخ: رحلة في أعظم السير الذاتية لقادة العالم
أبرز أفلام السيرة السياسية والتاريخية
فيلم Lincoln
يروي فيلم "لينكولن" أحداث عام 1865 حين سعى الرئيس الأمريكي إبراهام لينكولن لإقرار التعديل الدستوري الذي يُحرّم العبودية نهائيًا، بينما كانت الحرب الأهلية تقترب من نهايتها.
وجد لينكولن نفسه في سباق مع الزمن، إذ كان عليه تأمين أصوات كافية في الكونغرس قبل حلول السلام الذي قد يُجهض مشروعه، جامعًا بين رغبته في إنهاء الحرب وإنقاذ الأرواح، وواجبه في تحرير الأمة من العبودية.
الفيلم من إخراج ستيفن سبيلبرغ، وتأليف توني كوشنر عن كتاب دوريس كيرنز غودوين، وبطولة دانيال داي لويس الذي حصد جائزة الأوسكار لأفضل ممثل عن أدائه الاستثنائي.
فيلم The Iron Lady
يروي فيلم "The Iron Lady" سيرة مارغريت تاتشر، أول امرأة تتولى رئاسة وزراء بريطانيا، من خلال نظرة استرجاعية تبدأ بها وهي عجوز تستعيد ذكرياتها مع زوجها الراحل دينيس.
يستعرض الفيلم مسيرتها منذ دخولها البرلمان، مرورًا بترشحها لقيادة حزب المحافظين، وصولا إلى فترة حكمها التي شكّلت ملامح التاريخ البريطاني الحديث.
الفيلم من إخراج فيليدا لويد، وتأليف آبي مورغان، وبطولة ميريل ستريب التي نالت جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة عن أدائها المذهل في تجسيد شخصية تاتشر.
فيلم Darkest Hour
يتناول فيلم "Darkest Hour" فترة تولّي ونستون تشرشل رئاسة وزراء بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية، في وقت كانت القوات النازية بقيادة هتلر تجتاح أوروبا.
يجد تشرشل نفسه أمام خيارين مصيريين: التفاوض مع العدو أو مواجهة الخطر بشجاعة، ليصبح صوته رمزًا للأمل في أحلك لحظات الأمة البريطانية.
الفيلم من إخراج جو رايت، وتأليف أنتوني مكارتن، وبطولة غاري أولدمان الذي نال جائزة الأوسكار لأفضل ممثل عن أدائه المذهل في تجسيد شخصية تشرشل.
فيلم The Last Emperor
يروي فيلم "الإمبراطور الأخير" قصة بو يي، آخر أباطرة الصين، الذي عاش طفولة مرفهة داخل أسوار المدينة المحرمة، بعيدًا من العالم الخارجي وتعقيداته السياسية.
بعد أسره على يد الجيش الأحمر عام 1950 بتهمة ارتكاب جرائم حرب، يبدأ في استرجاع ماضيه وتقلبات حياته بين العرش والسجن، فيما تجتاح الثورة الصين وتبدّل ملامحها إلى الأبد.
الفيلم من إخراج برناردو بيرتولوتشي وبطولة جون لون وجوان تشين وبيتر أوتول، وقد حقق إنجازًا استثنائيًا بحصده تسع جوائز أوسكار، منها أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل سيناريو مقتبس، ليُخلّد كأحد أعظم الأعمال السينمائية الملحمية في تاريخ الأوسكار.
ممثلون جسدوا شخصيات زعماء بامتياز
اقرأ أيضًا: فيلم مستوحى من Call of Duty يقترب من الشاشة الكبيرة (فيديو)
فرانك لانجيلا
قدّم فرانك لانجيلا أداءً استثنائيًا في فيلم "Frost/Nixon"، الذي يجسّد المواجهة التاريخية بين الرئيس الأمريكي المخلوع ريتشارد نيكسون والمذيع البريطاني ديفيد فروست، في حوار تلفزيوني أصبح من أشهر المناظرات الإعلامية في التاريخ الحديث.
بعد ثلاث سنوات من الصمت عقب استقالته إثر فضيحة "ووترغيت"، وافق نيكسون عام 1977 على إجراء مقابلة مع فروست، آملاً في تبرئة صورته واستعادة مكانته السياسية.
لكن ما بدأ كمقابلة إعلامية تحوّل إلى معركة ذكاء ومواجهة أخلاقية بين رجلين يسعيان كلٌ بطريقته إلى الخلاص، أحدهما يريد إنقاذ إرثه، والآخر يسعى لإثبات نفسه أمام العالم.
برونو جانز
رغم أن اسم الممثل الألماني السويسري برونو جانز قد لا يكون مألوفًا للكثيرين، فإنه يُعدّ أبرع من جسّد شخصية أدولف هتلر على الشاشة، في فيلم "Downfall" الذي يصوّر الأيام العشرة الأخيرة من حياة الزعيم النازي، من عيد ميلاده السادس والخمسين في 20 أبريل 1945 حتى انتحاره في الثلاثين منه.
يقدّم الفيلم مشهدًا واقعيًا لانهيار ألمانيا من الداخل، مستعرضًا فوضى برلين بين أتباع هتلر وجنودٍ ومدنيين يقاتلون عبثًا بينما يقترب الجيش السوفيتي من المدينة.
وقد رُشّح العمل عام 2005 لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية، ليبقى واحدًا من أقوى الأعمال التي تناولت نهاية النظام النازي بواقعية مذهلة.
كيت بلانشيت
من بين الترشيحات الثمانية لجائزة الأوسكار التي نالتها الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت، يبرز أداؤها الآسر في فيلم "Elizabeth"، بحيث جسّدت شخصية الملكة إليزابيث الأولى في واحدة من أكثر أدوارها تفرّدًا وتأثيرًا.
يروي الفيلم صعود إليزابيث إلى العرش وبداية عهدها المضطرب، مسلطًا الضوء على محاولات مجلسها لتزويجها حفاظًا على استقرار العرش، وسط عداء الكاثوليك وصراعات السلطة، فيما تنشأ في الخفاء قصة حبها المعقدة مع اللورد روبرت دادلي.
تأثير هذه الأفلام على وعي الجمهور بالقادة
أظهرت دراسة أجراها الباحث عزمت رسول من جامعة ولاية فلوريدا عام 2021، التأثير العميق الذي تتركه الأفلام السياسية شبه الخيالية المستوحاة من السير الذاتية في تشكيل المواقف الفكرية لدى جمهورها.
فقد تناولت الدراسة كيفية تفاعل المشاهدين مع القصص السينمائية التي تمزج بين الواقع والخيال السياسي، وما تثيره من وعيٍ حول القضايا العامة والشخصيات القيادية.
واستنادًا إلى بيانات 310 مشاركين، كشفت النتائج عن زيادة ملحوظة في مستوى الفهم السياسي المرتبط بالمحتوى المعروض، إلى جانب تحوّل إيجابي في مواقف الجمهور تجاه الشخصيات والسياسات بعد المشاهدة، ما يؤكد الدور التثقيفي العميق للسينما في تشكيل الرأي العام وتعزيز الوعي السياسي.
اقرأ أيضًا: فيلم وثائقي جديد يكشف أسرار إيلون ماسك
تشير الدراسة التي تحمل اسم "تعلّم السياسة من خلال الترفيه" إلى أن الأفلام السياسية لا تكتفي بالإمتاع، بل تُسهم في تعزيز الوعي والمعرفة السياسية وتغيير المواقف تجاه القضايا العامة بشكل إيجابي.
وأوضحت النتائج أن السرد الدرامي للسير الذاتية يساعد في نقل المفاهيم السياسية بعمق ومتعة، وأن تأثير هذه الأفلام يتوسّطه التفاعل العاطفي والمعرفي للجمهور مثل التعاطف والانغماس، والتأمل في الأفكار.
خلصت الدراسة إلى أن السينما السياسية تمثل أداة تعليمية وترفيهية في آنٍ واحد، وقادرة على تثقيف المشاهد عبر العاطفة والدراما أكثر من الخطاب المباشر.
