القرار بيدك وحدك: دراسة تكشف كيف يتخذ الناس القرارات الحاسمة
أظهرت دراسة دولية أن البشر في جميع أنحاء العالم يميلون إلى اتخاذ القرارات الصعبة بشكل فردي، دون الاعتماد على النصائح أو المعلومات الخارجية.
نشرت الدراسة في مجلة Proceedings B of The Royal Society Publishing، وشملت 12 دولة عبر خمس قارات، و13 لغة، و12 فريقًا بحثيًا، ليتم الكشف عن نمط عالمي موحد يفضل اتخاذ القرارات الداخلية عند مواجهة المواقف المعقدة.
وأوضح الباحث إدوارد ماشري من جامعة بيتسبرغ أن فهم كيفية اتخاذ الناس للقرارات—سواء من خلال النصائح أو الحدس أو التفكير المنطقي يساهم في مساعدة المؤسسات على تصميم خياراتها بطريقة تتوافق مع تفضيلات الناس.
وأضاف ماشري أن هذه النتائج تتطلب إعادة النظر في الافتراضات التقليدية في علم النفس الثقافي، والتي تميز بين الثقافات المستقلة و المعتمدة على الجماعة، حيث أظهرت الدراسة أن حتى الثقافات الأكثر اعتمادًا على الجماعة تميل إلى اتخاذ القرارات بشكل فردي.

اقرأ أيضًا: لماذا الرجال قصار القامة أكثر عدوانية؟ دراسة تكشف السبب الخفي
تأثير الثقافة على عملية اتخاذ القرار
الباحث إيغور غروسمان من جامعة واترلو في كندا، أكد أن هذا الميل نحو الاعتماد على الذات لا يرتبط بالتعليم أو الخلفية السياسية أو الدينية.
وقد شملت الفرق البحثية دولًا مثل الإكوادور، بيرو، جنوب أفريقيا، المغرب، صربيا، الهند، واليابان، مما يعزز الطابع العالمي للنتائج.
وأشار الباحثون إلى أن حتى في الثقافات التي تُعرف بالاعتماد على الجماعة، كان الخيار الأول هو اتخاذ القرار بشكل فردي، حتى لو تعارض مع نصائح الأصدقاء أو العائلة.
ومن المثير للاهتمام أن المشاركين في الدراسة كانوا أكثر ميلًا لأخذ نصائح الآخرين عندما طُلب منهم التفكير في كيفية اتخاذ أفراد مجتمعهم للقرار، وليس عند اتخاذ القرار بأنفسهم. وهذا يشير إلى أن التفكير من منظور الآخرين قد يكون أكثر حكمة في المواقف غير الواضحة، رغم أن الناس لا يفضلونه بشكل طبيعي.
وقد تم تمويل الدراسة من قبل مؤسسة جون تمبلتون، ومجلس العلوم الاجتماعية والإنسانية في كندا، ومؤسسة تمبلتون الخيرية العالمية، ضمن مشروع "جغرافيا الفلسفة" الذي يهدف إلى دراسة السلوك البشري عبر الثقافات المختلفة.
في النهاية، تؤكد الدراسة أن اتخاذ القرارات الصعبة هو عملية داخلية يفضلها البشر عالميًا، مما يعكس أهمية فهم هذا النمط في تصميم السياسات والتفاعلات الاجتماعية.
