دراسة جديدة: عدوانية الأخوات تكسر الصورة النمطية للجنس اللطيف
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة PNAS Nexus وشملت أكثر من 4,000 شخص من 24 دولة، أن الفتيات يظهرن مستويات عدوانية مساوية للأولاد تجاه أشقائهن، بل في بعض الحالات تفوقن عليهم.
الدراسة قلبت الصورة النمطية الراسخة التي تفترض أن الذكور هم الأكثر اندفاعًا وعدوانية. الباحثون أوضحوا أن مظاهر العدوانية لم تقتصر على العنف الجسدي مثل الدفع أو الصفع، بل شملت الصراخ، نشر الشائعات، وحتى الشكوى إلى الكبار أو السلطات.
اقرأ أيضاً ثلاث فتيات تجاوزن مرض السرطان بعد اربعة أشهر من التقاط صورة
النتائج أظهرت أن الفتيات كنّ أكثر ميلاً لاستخدام هذه الأساليب في إطار العلاقات الأسرية، في حين ظل الفارق بين الجنسين ضئيلًا بشكل عام.
العدوانية داخل الأسرة مقابل خارجها
ورغم أن الدراسات السابقة تثبت تفوق الرجال على النساء في مستويات العنف المجتمعي، مثل معدلات الجرائم أو الشجارات العامة، فإن الصورة تغيّرت تمامًا عندما انتقل الباحثون إلى ميدان الأسرة.
هذا التفسير يجعل العدوانية بين الإخوة أقل خطورة من نزاعات الغرباء، حيث إن الاعتبارات العائلية تمنع التصعيد العنيف. وأشارت الدراسة إلى أن الذكور قد يترددون في إيذاء شقيقاتهم بشكل بالغ لأن ذلك قد يُنظر إليه كضرر يصيب العائلة كلها.
كما لفت الباحثون إلى أن الوالدين غالبًا ما يفرضون عقوبات أشد على عدوانية الأولاد مقارنة بالفتيات، وهو ما قد يشجع الفتيات على التعبير عن غضبهن بشكل أوضح داخل المنزل.
التنافس الأخوي ظاهرة عالمية تتجاوز الفروق الثقافية
أحد أبرز استنتاجات الدراسة أن هذا النمط لا يتأثر بثقافة المجتمع أو مستوى تقدمه، إذ ظهرت النتائج متشابهة في دول غنية وفقيرة، وفي مجتمعات غربية وأخرى من الجنوب العالمي، كما لم يكن لمؤشرات المساواة بين الجنسين أي تأثير على عدوانية الأشقاء.
اقرأ أيضاً لماذا يصاب الفتيان بالتوحد أكثر من الفتيات؟ دراسة تجيب
هذا يؤكد أن "التنافس الأخوي" أو ما يُعرف بـ Sibling Rivalry يمثل ظاهرة إنسانية عامة تتجاوز الحدود الثقافية والاجتماعية. الباحثون ذكروا أن ما بين 74% و90% من الأطفال يمارسون شكلًا من أشكال العنف ضد أشقائهم في مرحلة ما من حياتهم.
ورغم أن هذه السلوكيات قد تثير قلق الآباء أحيانًا، فإنها تعكس نمطًا عالميًا من المنافسة داخل الأسرة. الخلاصة التي يقدمها البحث أن العدوانية ليست حكرًا على الذكور، بل إن الأخوات قد يكنّ الطرف الأكثر جرأة في "ساحة المعركة العائلية".
