منظومة إطلاق ودروع حرارية.. إنجاز جديد لستارشيب يمهد الطريق لرحلات القمر (فيديو)
سجلت شركة سبيس إكس (SpaceX) تطورًا مهمًا في برنامجها الفضائي بعدما أطلق صاروخ ستارشيب (Starship)، الذي يبلغ ارتفاعه 123 مترًا، أول دفعة من الأقمار الصناعية التجريبية لمنظومة الإنترنت الفضائي "ستارلينك".
الانطلاقة التي تمت من منشآت الشركة في ولاية تكساس خلال الرحلة التجريبية العاشرة، شهدت نجاحًا في فصل المرحلة العليا للصاروخ بعد ثلاث دقائق من الإقلاع، لتكمل مهمتها في الفضاء.
بعد نحو نصف ساعة من الانطلاق، أطلقت المركبة ثمانية أقمار صناعية وهمية باستخدام نظام يشبه علبة الحلوى "Pez dispenser"، وهو ابتكار يهدف إلى اختبار آلية النشر التي ستعتمد مستقبلًا لإطلاق مجموعات أكبر من الأقمار. هذا الإنجاز يُعد خطوة محورية في نجاح ستارشيب، الذي يمثل حجر الأساس في استراتيجية الشركة المستقبلية لنقل البشر والأقمار الصناعية على نطاق واسع.
اقرأ أيضًا: انفجار صاروخ ستارشيب أحدث ثقبًا مؤقتًا في الغلاف الجوي.. دراسة
اختبار دروع ستارشيب الحرارية
الرحلة لم تقتصر على نشر الأقمار الصناعية، إذ تضمنت اختبارًا حاسمًا لأنظمة الحماية الحرارية خلال دخول المركبة الغلاف الجوي بسرعات تفوق سرعة الصوت. فقد خضعت ألواح سداسية الشكل من مواد عازلة جديدة للتجربة فوق المحيط الهندي، في محاولة لتطوير درع قادر على تحمل الرحلات المتكررة دون الحاجة إلى استبدال كامل بعد كل رحلة.
ويشير إيلون ماسك إلى أن "أكبر التحديات التي تواجه ستارشيب تتمثل في ابتكار درع حراري مداري قابل لإعادة الاستخدام". الاختبار الناجح يضع سبيس إكس خطوة أقرب نحو تحقيق مركبة فضائية قادرة على العودة بأمان من الفضاء السحيق دون تكلفة صيانة مرتفعة، وهو ما يميزها عن مركبات سابقة مثل مكوك الفضاء الأميركي الذي احتاج إلى استبدال دوري لأجزاء من درعه الحراري.
Starship’s tenth flight test pushed the limits and provided maximum excitement along the way → https://t.co/UIwbeGoo2B pic.twitter.com/W6fH3GCwuP
— SpaceX (@SpaceX) August 27, 2025
المهمة انتهت بهبوط موجه في المحيط غرب أستراليا، قبل أن يتعرض الصاروخ لانفجار متوقع ضمن استراتيجية "الاختبار حتى الفشل" التي تتبعها الشركة.
الطريق نحو القمر والمريخ
نجاح الاختبار العاشر يفتح الباب أمام استخدام ستارشيب في برنامج أرتميس 3 (Artemis III) التابع لناسا، والذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء الأميركيين إلى سطح القمر بحلول عام 2027، وإن كانت التوقعات تشير إلى احتمال تأجيل الموعد.
Splashdown confirmed! Congratulations to the entire SpaceX team on an exciting tenth flight test of Starship! pic.twitter.com/5sbSPBRJBP
— SpaceX (@SpaceX) August 27, 2025
ورغم التقدم الملحوظ، لا تزال أمام سبيس إكس قائمة طويلة من المهام، تشمل إثبات قدرة الصاروخ على إعادة التزود بالوقود في المدار، والهبوط الآمن على تضاريس القمر الوعرة.
ويُنظر إلى ستارشيب بوصفه المشروع الذي سيغير معادلة الفضاء التجاري، إذ يطمح ماسك إلى استخدامه لإطلاق دفعات أكبر من أقمار "ستارلينك"، إلى جانب تحقيق رؤيته بنقل البشر إلى المريخ.
وبحسب تقديرات الشركة، فإن إيراداتها قد تصل إلى 15.5 مليار دولار هذا العام، مدفوعة بتوسع خدمات الإنترنت الفضائي والنماذج الجديدة من صواريخ ستارشيب التي تُنتج بسرعة في مجمع "ستاربَيس" المتنامي بتكساس. ورغم التحديات الهندسية والإدارية، يظل صاروخ ستارشيب حجر الزاوية في خطط سبيس إكس لصياغة مستقبل الفضاء البشري.
