أيقونات كلاسيكية: أفلام خسرت شباك التذاكر لكنها كسبت الخلود في ذاكرة السينما
يخطئ البعض عندما يظن أن شباك التذاكر هو الحكم النهائي على نجاح أي فيلم، فالتاريخ السينمائي في بعض الأوقات يسير عكس تلك المقولة، فهناك أعمال عُرضت وسط تجاهل جماهيري تسبب في الكثير من الخسائر المالية، أو تعرضت لهجوم نقدي لدى صدورها، لكنها أصبحت بمرور الوقت أيقونات خالدة وكلاسيكيات تدرّس في معاهد السينما.
قائمة أفلام فشلت في شباك التذاكر ثم تحولت إلى أيقونات سينمائية
مشكلات إنتاجية أو تسويقية، موضوعات مختلفة عن السائدة، قصص غريبة، أبطال غير مشهورين في هذا التوقيت، غياب البطولة النسائية، كلها أسباب من الممكن أن تؤدي إلى فشل الفيلم في شباك التذاكر، إلا أن الجمهور قد يعيد تصنيف الفيلم، ويعطيه مكانته التي يستحقها.
فيلم fight club
يتعرض إدوارد للعديد من الضغوط، وقد وصل به الحال إلى أنه لا يستطيع النوم لفترات طويلة، ويجد العلاج في حضور جلسات العلاج النفسي الجماعي، وهناك يتعرف على تايلر ديردن، الذي يحرره من المشكلات التي يعانيها. الفيلم من بطولة إدوارد نورتون وبراد بيت وإخراج ديفيد فينشر.
بعد أكثر من 20 عامًا على عرض الفيلم لأول مرة في دور السينما عام 1999، لا يزال إدوارد نورتون يتحسر على الفشل الأولي لفيلم ديفيد فينشر والمقتبس عن رواية تشاك بولانيك، والذي أصبح الآن أيقونة سينمائية، حيث حقق الفيلم 8 ملايين دولار فقط محليًا، بينما أنتج بميزانية قدرها 26 مليون دولار.
في حلقة من برنامج "Couch Surfing" على قناة PeopleTV، وكما ذكرت مجلة Entertainment Weekly، انتقد نورتون الأداء الضعيف لفيلم "نادي القتال"، وعلى الرغم من عرضه الأول في البندقية وحصوله على الكثير من الآراء الإيجابية، إلا أن نورتون أشار إلى أن إدارة التسويق لشركة التوزيع "توينتيث سينتشري فوكس" هي السبب وراء هذا الفشل، بينما كان الفيلم يواجه الرأسمالية والذكورية السامة، وهي قضايا لا تزال تشغل بال صانعي الأفلام والجمهور حتى اليوم.
Scarface
فيلم سكارفيس الذي عرض في 9 ديسمبر 1983، حقق إيراداتٍ في شباك التذاكر، لكنها لم تكن أرباحًا قوية، وقد بدأ المشروع كرواية شعبية من تأليف أرميتاج تريل عام 1930، مستوحاة من رجل العصابات آل كابوني، الملقب بـ"سكارفيس"، وفي 6 إبريل 1982، أعلنت مجلة "فارايتي" أن النجم آل باتشينو والمخرج سيدني لوميت يعملان على إعادة إنتاج فيلم 1932.
أعلن صانعو الفيلم أن الأحداث ستكون مرتبطة بحادثة نقل بالقارب عام 1980من ميناء مارييل في كوبا، حيث هاجر آلاف الكوبيين إلى الولايات المتحدة، وترددت مزاعم بأن عددًا منهم كانوا نزلاء في سجون أو مصحات عقلية، وبالتالي حظي الفيلم بدعاية مسبقة سيئة، حيث احتج الأمريكيون من أصل لاتيني على تصويره.
وحقق الفيلم في شباك التذاكر 65 مليون دولار عالميًا، وهو لم يكن كافًيا لتعويض ميزانيته الضخمة، ومع ذلك فقد اكتسب شعبية كبيرة في عالم الفيديو المنزلي وغيره، في عام 1984، قال مسؤولو الفيديو المنزلي إنه كان الفيلم الأكثر مبيعًا في الصيف، حيث بلغ سعره 79.95 دولارًا، وبيع 100,000 شريط فيديو حتى 22 يونيو 1984، محققًا ما يقدر بـ 5 ملايين دولار.
Citizen Kane
يتناول الفيلم قصة رجل الأعمال العصامي تشارلز فوستر كين، الذي أنشأ إمبراطورية إعلامية كبيرة، وأصبح أحد الرموز السياسية في ولايته، ولكنه يفقد كل شيء، ثروته خلال فترة الكساد العظيم، ونفوذه السياسي بسبب الخيانة الزوجية، حيث عاش حزينًا ومات وحيدًا.
خلال الفيلم نتعرف على بعض الملامح الخاصة بشخصية كين بداية من والدته التي أرسلته ولم يتجاوز الثامنة من العمر إلى مدرسة داخلية، مرورًا بحصول أسرته على ثروة كبيرة بشكل مفاجئ، لتبدأ رحلته مع الثروة والنفوذ.
الفيلم بطولة أورسون ويلز، جوزيف كوتن، دوروثي كومينغور، تأليف هيرمان جيه. مانكيفيتش، أورسون ويلز، جون هاوسمان، وإخراج أورسون ويلز.
وقد أنتج عام 1941، وحقق فشلًا أوليًا بمقاييس شباك التذاكر، ثم تحول لأعظم فيلم عبر التاريخ.
The Shawshank Redemption
يحكم على آندي دوفرين بالحبس فترتين متتاليتين مدى الحياة في سجن شاوشانك، وذلك بسبب قتل زوجته وعشيقها، ويحاول داخل السجن إقناع لجنة إطلاق السراح المشروط، بأنه تم إعادة تأهيله، لكنه لا يستطيع الحصول على إجماع اللجنة، وهناك في شاوشانك يقوم آمر السجن نورتون بتعريف آندي بالقانون الداخلي للسجن، حيث يتحتم عليه الالتزام بالانضباط.
وداخل السجن يعاني السجناء من سوء الحال والأعمال اليدوية الشاقة، وأعمال الزراعة والمحاجر، والأوضاع الصحية السيئة، والمعاملة السيئة من قبل آمر السجن ورئيس الحرس بايرون هادلي.
يعجب آمر السجن بالأسلوب الذي يتخذه آندي دوفرين في العيش داخل السجن، ويبدأ في نقله إلى خدمته الخاصة وهنا يتعرف على الكثير من الأسرار حول مسؤول السجن.
خصصت شركة Castle Rock Entertainment ميزانية 25 مليون دولار لإنتاج الفيلم، وكان من المتوقع أن يجلب العمل المزيد من النجاح بسبب القصة والنجوم الأقوياء الموجودين في العمل، إلا أنه وقعت صدمة كبيرة لدى صناع الفيلم، إذ لم يتجاوز إجمالي الإيرادات التي جمعها في شباك التذاكر الأمريكي 16 مليون دولار، وهي الإيرادات التي لم تسمح له حتى بالوصول إلى نقطة التعادل.
هذه الإيرادات المنخفضة في شباك التذاكر، لا يمكنها وضع The Shawshank Redemption في قائمة الأفلام الناجحة، وبعد إعادة عرضه في دور السينما بعد ترشيحه لعدة جوائز أوسكار عام 1995 جذب موجة جديدة من المشاهدات، إلا أن إيراداته في شباك التذاكر لم تتجاوز 58.3 مليون دولار، فيما أن منافسه الشرس وقتها في شباك التذاكر، فيلم Forrest Gump قد جمع نحو 650 مليون دولار، وعزا البعض هذا الفشل إلى عوامل عديدة من بينها المنافسة الشديدة في شباك التذاكر، ونقص الشخصيات النسائية، وعدم شعبية أفلام السجون، والعنوان المربك.
وعلى الرغم من ذلك أصبح الفيلم من أكثر الأفلام مشاهدة، وصاحب المركز الأول على موقع IMDb الخاص بترتيب الأفلام.
اقرأ أيضًا: أفضل الأفلام الرومانسية على نتفليكس لسهرة دافئة مع زوجتك 2025
أفلام باتت محبوبة بعد الفشل!
Donnie Darko
الفيلم الذي ساهم في انطلاقة جيك جيلينهال الفنية، فشل فشلاً ذريعاً عند عرضه في دور العرض، وقد يرجع هذا إلى الإصدار المحدود في بداية عرض الفيلم، إلى جانب وجود حملة تسويقية مربكة، أدت إلى فشله في شباك التذاكر، علاوة على أن عرضه تزامن مع هجمات 11 سبتمبر، التي قللت من فرص نجاحه، حيث تضمنت إحدى نقاط الحبكة الرئيسة حادثة تحطم طائرة.
قدرت ميزانية إنتاج الفيلم المستقل بستة ملايين دولار، فيما بلغت إيراداته 110,494 دولارًا، وإلا أنه كون قاعدة جماهيرية كبيرة من خلال مبيعات أقراص الفيديو الرقمية وعروض الأفلام في منتصف الليل، وقد أعجب الناس بقصته السريالية والمؤثرة، وأصبح من أكثر الأفلام جماهيرية، لا سيما بين الشباب.
Blade Runner
واجه الفيلم الذي صدر عام 1982 سوء حظ كبيرًا، حيث عرض في الأسبوع الذي تلاه فيلم E.T. the Extra-Terrestrial ، والذي أصبح لاحقًا الفيلم الأكثر ربحًا في ذلك العام، وقد واجه Blade Runner بعض المشكلات الإنتاجية، علاوة على التعليق الصوتي المفرط لهاريسون فورد، فضلًا عن أن الإيرادات الأولية للفيلم والتي تؤثر بمدى الإقبال على العمل فيما بعد، بلغت 32.9 مليون دولار في دور العرض، فيما بلغت ميزانية إنتاجه حوالي 28 مليون دولار.
وقد قام ريدلي سكوت مخرج الفيلم باجراء جلسة لإعادة مشاهدة الفيلم بعدها بعشر سنوات في عام 1992، ليقدم واحدة من سبع نسخ موجودة الآن، بعدها بدأ الاهتمام بالفيلم من جديد، وأصبح من الأفلام التي لها سمعتها بين الأعمال الفنية.
It's a Wonderful Life
كانت الخطة الأساسية لشركة ليبرتي فيلمز، طرح فيلم It's a Wonderful Life في يناير 1947، بعد حفل جوائز الأوسكار، إلا أن شركة RKO الجهة الموزعة للفيلم قامت بوضعه بين الأفلام المطروحة خلال عطلة عيد الميلاد، وبعد أسابيع قليلة من عرض الفيلم دخل إلى المنافسة فيلم آخر وهو "أفضل سنوات حياتنا" للمخرج ويليام وايلر، وهو دراما مؤثرة تدور حول جندي أمريكي يعود إلى وطنه بعد الحرب ليستعيد حياته، وكان الفيلمان مختلفين تمامًا، وقد عكست المراجعات ذلك.
وبالرغم من طول عرض فيلم أفضل سنوات حياتنا إلا أنه حقق نجاحًا باهرًا لدى النقاد وفي شباك التذاكر، وأصبحت الخسارة المؤكدة المصير المحتوم لفيلم "إنها حياة رائعة"، حيث حقق إيرادات تقدر بنحو 3.3 مليون دولار فقط، مقابل ميزانية قدرها 3.7 مليون دولار.
شركة ليبرتي فيلمز كانت اقترضت أكثر من مليون ونصف مليون دولار لإنتاج الفيلم، ومع إيرادات شباك التذاكر المخيبة للآمال، سرعان ما بيعت الشركة إلى باراماونت.
وعندما انتهت حقوق نشر الفيلم عام 1974، وأصبح ملكًا عامًا، التقطت شبكات التلفزيون الفيلم مجانًا وتم عرضه خلال فترة عيد الميلاد، ونجح نجاحًا كبيرًا، فيما ساهمت العروض المتكررة في جعله فيلمًا محبوبًا وتقليدًا احتفاليًا، حتى حصلت شركة ريبابليك بيكتشرز على حقوقه عام 1993.
ما الذي يُحوّل الفيلم من فشل إلى Cult Classic؟
هناك شيء مميز في الأفلام الكلاسيكية التي تحظى بشعبية كبيرة تجذب الجماهير وتجعلهم يعودون للمشاهدة، وربما يكون ذلك بسبب السرد أو الشخصيات غير التقليدية، أو الأسلوب البصري المتميز، بما يجعل لهذه الأفلام مكانة خاصة في قلوبنا.
ومن الأسباب التي تحول أي فيلم من عمل فاشل بسبب الحكم عليه في شباك الإيرادات إلى أحد الأفلام الكلاسيكية، أن هذه الأفلام غير تقليدية، وقد لا تكون قد حققت نجاحًا أو استحسانًا في البداية عند إصدارها، إلا أنها غالبًا ما تبتعد عن التوجهات السائدة، وقد تقدم وجهات نظر فريدة، ومواضيع مثيرة للجدل، أو تقنيات سرد قصص مبتكرة تجذب جمهورًا أكثر تخصصًا.
تشمل الأفلام الكلاسيكية عادة أنواعًا سينمائية متنوعة، من الرعب والخيال العلمي إلى الكوميديا والدراما، ولعل ما يجمعها هو الشغف الكبير الذي تحظى به، والذي غالبًا ما يؤدي إلى تكرار المشاهدة، وجمع المعجبين، وحتى إقامة فعاليات عامة مثل ماراثونات الأفلام أو الحفلات ذات الطابع الخاص، والأمثلة على تلك الأعمال الفنية كثيرة لعل من أبرزها فيلم The Shawshank Redemption.
