هل يختفي الشيب قريبًا؟ اكتشاف علمي يفتح باب الأمل
كشفت دراسة علمية جديدة عن آلية قد تفسر بشكل دقيق سبب تحول الشعر إلى اللون الرمادي مع التقدم في العمر، مشيرة إلى أن الشيب قد لا يكون دائمًا نهائيًا، بل ربما يمكن عكسه.
الدراسة المنشورة في مجلة Nature، التي أجراها باحثون من كلية غروسمان للطب بجامعة نيويورك، بينت أن السبب الرئيس وراء الشيب يعود إلى توقف الخلايا الجذعية الميلانينية (McSCs) عن الحركة داخل بصيلات الشعر. هذه الخلايا عادةً تتحرك بين حجرات مختلفة في بصيلة الشعر، حيث تنضج وتكتسب البروتينات الضرورية لإنتاج الخلايا الصبغية المسؤولة عن تلوين الشعر.
لكن عند بقاء هذه الخلايا عالقة في حجرة واحدة تُعرف باسم "بروز البصيلة"، تفقد القدرة على العودة إلى "حجرة الجرثومة" التي تحتوي على بروتينات WNT، وهي البروتينات التي تحفّزها على التحول إلى خلايا صبغية جديدة. النتيجة: توقف إنتاج الصبغة وظهور الشعر الرمادي.
اقرأ أيضًا:هل يرفع كورونا خطر الخرف؟ دراسة تربط بين الفيروس وتسارع الشيخوخة الوعائية
البروفيسور مايومي إيتو، الباحث الرئيس في الدراسة، أوضح أن فقدان هذه الخلايا وهي قدرتها على التبدل بين حالات النضج يمثل عاملًا رئيسيًا في فقدان اللون.
وأضاف: "نتائجنا تشير إلى أن مرونة الخلايا الجذعية وحركتها هما المفتاح للحفاظ على لون الشعر"، ما يفتح المجال أمام تطوير استراتيجيات لإعادة تنشيط هذه الخلايا ومنع الشيب أو عكسه.
الباحث المشارك تشي سون أشار بدوره إلى أن هذه النتائج قد تنطبق أيضًا على البشر، حيث إن الآلية المكتشفة لدى الفئران قد تفسر سبب شيب الشعر لدى الإنسان، وهو ما يطرح احتمال تطوير علاجات مستقبلية تساعد الخلايا العالقة على استعادة حركتها ومن ثم إنتاج الصبغة مجددًا.
علاقة الشيخوخة والضغط النفسي بالشيب
أوضحت الدراسة أن عدد الخلايا الجذعية يزداد مع التقدم في العمر، حيث يمكن أن يصل نحو نصف هذه الخلايا إلى حالة غير قادرة على إنتاج الصبغة. ورغم أن الشعر يواصل نموه بفضل خلايا أخرى لا ترتبط باللون، فإن غياب الصبغة هو ما يجعله يظهر باللون الرمادي.
اقرأ أيضًا: دراسة علمية تكشف عن تأثير الفول السوداني في إبطاء الشيخوخة
كما أشارت أبحاث منفصلة من جامعة هارفارد إلى أن الضغط النفسي قد يسرّع عملية فقدان اللون، ليس عبر تغيير وظيفة الخلايا نفسها، بل من خلال تسريع دورة نمو الشعر، وهو ما يؤدي إلى تقدم أسرع في شيخوخة البصيلات.
يأمل فريق جامعة نيويورك في أن تساهم الخطوة القادمة من أبحاثهم في إيجاد طرق لتحريك الخلايا الجذعية العالقة، إذ إن مجرد إعادة قدرتها على التنقل يعيد إنتاج الصبغة، ما قد يعني نهاية الشيب في المستقبل.
وبينما لا تزال هذه النتائج في إطار البحث العلمي المبكر، إلا أنها تقدم فهمًا أعمق لآليات فقدان اللون، وتفتح الباب أمام ابتكارات علاجية قد تغيّر نظرتنا للشيب من كونه علامة حتمية للتقدم في العمر إلى حالة بيولوجية يمكن التحكم فيها.
