العدسات اللاسلكية OLED تفتح آفاقًا جديدة للتشخيص غير الجراحي
أعلن باحثون من جامعة بوهانغ للعلوم والتكنولوجيا في كوريا الجنوبية عن ابتكار العدسات اللاسلكية OLED، والتي تعد الأولى من نوعها في العالم بقدرتها على دمج تقنيات العرض والاستشعار الحيوي في جهاز صغير ومرن يوضع مباشرة على العين.
ووفقًا لموقع Technowize، يشكل هذا التطور قفزة نوعية في مجال التكنولوجيا القابلة للارتداء، إذ يتيح متابعة المؤشرات الصحية عبر الدموع بطريقة غير جراحية وعلى مدار الساعة، مع تزويد المستخدم ببيانات لحظية حول حالة الجسم.
كيف تعمل العدسات اللاسلكية OLED
تعتمد العدسات على دمج شاشات OLED صغيرة ومرنة مع أجهزة استشعار حيوية دقيقة، قادرة على قياس مؤشرات مثل مستوى الجلوكوز، الأملاح، وضغط العين.
وتنقل البيانات بشكل لاسلكي إلى الهواتف الذكية أو الأجهزة الطبية، ما يسمح للمستخدم أو الطبيب بمتابعة الحالة الصحية في الوقت الفعلي.
وتستفيد التقنية من كفاءة استهلاك الطاقة لشاشات OLED، ومن دوائر مرنة قابلة للتمدد تضمن راحة المستخدم واستدامة الاستخدام دون الحاجة إلى بطاريات كبيرة.
تفتح هذه العدسات الباب أمام استخدامات واسعة في الرعاية الصحية، من بينها مراقبة مرضى السكري بشكل مستمر دون الحاجة إلى وخز الأصابع التقليدي، أو متابعة ضغط العين لمرضى الجلوكوما للحد من مخاطر فقدان البصر.
كما يدرس الباحثون إمكانية توظيفها للكشف المبكر عن أمراض عصبية وتنكسية وحتى بعض أنواع السرطان، وهو ما يتماشى مع التوجه العالمي نحو التشخيص المبكر والرعاية الوقائية.
اقرأ أيضًا: من الخيال إلى الواقع: ابتكار هولوغرامات يمكنك لمسها (فيديو)
مستقبل الرعاية الصحية القابلة للارتداء
لم يكن دمج الإلكترونيات الدقيقة داخل عدسة لاصقة مهمة سهلة، فقد واجه الفريق البحثي تحديات تتعلق بتصغير المكونات وضمان توافقها الحيوي مع العين البشرية.
وتم التغلب على هذه العقبات عبر استخدام مواد نانوية متقدمة ونظم نقل طاقة لاسلكية بديلة للبطاريات التقليدية.
ورغم أن العدسة ما زالت في طور التجارب، إلا أن النتائج الأولية تشير إلى إمكانية توسيع قدراتها مستقبلًا لتشمل تقنيات الواقع المعزز، بحيث تدمج بين التشخيص الطبي والعرض البصري التفاعلي.
يمثل هذا الابتكار نقطة تحول في عالم التشخيص الطبي، حيث يوفر وسيلة مريحة، دقيقة، وغير جراحية لمراقبة الحالات الصحية.
ومع التحديات العالمية مثل شيخوخة السكان وزيادة معدلات الأمراض المزمنة، من المتوقع أن تصبح هذه العدسات جزءًا أساسيًا من أنظمة الرعاية الصحية المستقبلية.
كما أن دمجها مع منظومات الأجهزة القابلة للارتداء قد يوفر منظومة متكاملة تمنح الأفراد قدرة غير مسبوقة على متابعة صحتهم والوقاية من المضاعفات قبل وقوعها.
