دراسة تكشف تطور الساعات الذكية في تتبع روتينك اليومي بدقة 78%
كشفت دراسة حديثة من جامعة ولاية واشنطن (WSU)، عن قدرة غير مسبوقة للساعات الذكية في تتبع الأنشطة البشرية اليومية، بعد تطوير نظام يعتمد على الذكاء الاصطناعي، وبيانات ضخمة جُمعت على مدى ثماني سنوات.
ووفقًا للنتائج، وصلت دقة تحديد الروتين اليومي إلى 78%، ما يعد تحولًا مهمًا في استخدام الأجهزة القابلة للارتداء، خصوصًا في رعاية المرضى وكبار السن.
اقرأ أيضًا: أبل تدشّن متجرها الإلكتروني في السعودية: دعم كامل بالعربية وخيارات مرنة
نُشرت الدراسة في مجلة معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE)، حيث اعتبرها الخبراء قفزة نوعية في مجال الصحة الرقمية، فبعد أن اقتصرت الساعات الذكية لسنوات على تتبع الخطوات وقياس ضربات القلب، بات بإمكانها اليوم، بفضل الذكاء الاصطناعي، رصد تفاصيل أكثر تعقيدًا من الحياة اليومية، مثل العمل، وتناول الطعام، وأداء المهمات، والتواصل الاجتماعي.
أهمية قدرة الساعات الذكية في تتبع الأنشطة البشرية اليومية
وأوضحت الباحثة الرئيسية ديان كوك، الأستاذة في مجلس أمناء جامعة ولاية واشنطن، أن هذه القدرة تعكس مؤشرات رئيسية على الصحة الجسدية والإدراكية للأفراد، لاسيما كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.
وأشارت إلى أن الطرق التقليدية، مثل الاستبيانات أو تقارير الأطباء، غالبًا ما تكون غير دقيقة أو تأتي متأخرة، بينما يتيح هذا النظام تتبعًا لحظيًا وأكثر موثوقية.
وللوصول إلى هذه النتائج، راقب فريق البحث 503 مشاركين على مدى ثماني سنوات، حيث طُلب منهم في أوقات عشوائية تسجيل أنشطتهم اليومية ضمن 12 فئة مختلفة، وقد نتج عن ذلك أكثر من 32 مليون نقطة بيانات، ما جعلها أضخم قاعدة بيانات من نوعها في هذا المجال.
وباستخدام تقنيات التعلم الآلي، تم تدريب نموذج ذكاء اصطناعي قادر على التنبؤ بالسلوكيات اليومية بدقة بلغت 77.7%، وأكد الباحثون أن هذا النموذج متاح كمصدر مفتوح، ما يمنح الفرق البحثية حول العالم فرصة لتطويره وتطبيقه في مجالات أوسع، مثل دراسة الإدراك، وتتبع تطور الأمراض، والآثار البيئية على السلوك البشري.
ويرى الخبراء أن هذه التقنية تمثل بداية لعصر جديد في المتابعة الطبية الشخصية، حيث يمكن للساعات الذكية أن تتحول من مجرد أجهزة مساعدة في اللياقة، إلى أدوات متقدمة في التشخيص المبكر ورعاية المرضى.
كما أنها توفر وسيلة فعالة للأطباء لمراقبة التغيرات الدقيقة في أنماط حياة المرضى، بما يساهم في تحسين جودة العلاج والوقاية من المضاعفات.
ويفتح هذا الإنجاز المجال أمام تطبيقات عملية واسعة، بدءًا من مراقبة المسنين في منازلهم، وصولًا إلى دعم الأبحاث في علم النفس والسلوك البشري.
ومع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، يُتوقع أن تصبح هذه الأجهزة أكثر دقة وموثوقية، ما يعزز دورها كمكون أساسي في مستقبل الصحة الرقمية.
