من 12 إلى 141 مليارًا.. كيف تضاعفت ثروة وارن بافت خلال 3 عقود؟
كشفت تقارير صحفية أن الملياردير الأمريكي وارن بافت (Warren Buffett)، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "بيركشاير هاثاواي Berkshire Hathaway"، جمع 95% من ثروته الحالية بعد تجاوزه سن الخامسة والستين، وهو ما يسلط الضوء على قدرة الاستثمار طويل المدى على تحقيق مكاسب ضخمة حتى بعد العمر التقليدي للتقاعد.
وأشارت مجلة Barron’s في أغسطس 1995 إلى أن حصة المستثمر في الشركة بلغت حينها نحو 12 مليار دولار، أي ما يعادل حوالي 25.3 مليار دولار بالقيمة الحالية.
ومنذ ذلك الحين، شهدت أسهم "بيركشاير" نموًا استثنائيًا خلال العقود التالية، ما أدى إلى تضاعف قيمتها نحو 30 مرة، لترتفع ثروته اليوم إلى 141 مليار دولار، مع ارتباط نحو 99% منها بحصته في الشركة.
اقرأ أيضًا: وارن بافيت يعترف بأكبر أخطائه.. وكرافت هاينز تتسبب بخسائر بالمليارات
أثر التبرعات الضخمة على ثروة بافيت
ورغم تضاعف ثروته 12 مرة منذ ذلك الحين، فإن بافت تبرع بجزء كبير منها؛ ففي يونيو 2024، قدم أكبر تبرع سنوي له بقيمة 6 مليارات دولار لخمس مؤسسات خيرية، منها مؤسسة "بيل وميليندا غيتس Gates Foundation" ومؤسسة "سوزان تومسون بافت Susan Thompson Buffett".
ومنذ عام 2006، تجاوز إجمالي تبرعاته 60 مليار دولار. وتشير تقديرات Barron’s إلى أنه لو احتفظ بهذه الأموال، لكانت ثروته تفوق 300 مليار دولار، ما كان سيضعه في صدارة قائمة أثرياء العالم.
قاد بافت "بيركشاير هاثاواي" منذ عام 1970، وحولها من شركة نسيج متعثرة إلى عملاق استثماري عالمي، تتجاوز قيمته السوقية تريليون دولار.
وقد أعلن بافت هذا العام أنه سيتنحى عن منصبه في 1 يناير 2026، ليخلفه غريغ آبل (Greg Abel)، نائب رئيس قطاع العمليات غير التأمينية، في خطوة تمثل انتقالًا تاريخيًا في قيادة الشركة.
اقرأ أيضًا: دعوى بـ 8 مليارات دولار ضد زوكربيرغ... هل تعوّض Meta خسائر الخصوصية؟
ويعزو خبراء الاستثمار استمرار نمو ثروة بافت في مراحل متقدمة من عمره، إلى التزامه باستراتيجية "الشراء والاحتفاظ" في شركات ذات أساسيات قوية، وإعادة استثمار الأرباح، إضافة إلى أسلوب حياة متواضع يجنّبه تبديد الأموال.
وهذا النموذج، برأيهم، يقدم درسًا في أن بناء الثروات الضخمة لا يرتبط بعمر محدد، بل برؤية استثمارية منضبطة ومستدامة.
