شريك لا منافس: كيف يساعد الذكاء الاصطناعي رواد الأعمال على زيادة الإنتاجية والنمو؟
تمتلك الشركات والفرق الكبيرة ميزة تنافسية تتمثل في الأدوات التكنولوجية المتقدمة، لكن مع ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي، والذكاء الاصطناعي التوليدي GenAI تحديدًا، قلّت هذه الفجوة بشكل واضح.
ووفقًا لبحثٍ صدر في 2023 عن "MIT Sloan School of Management"، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي قد يرفع إنتاجية فرق العمل بنسبة تصل إلى 40%، وهذا رقمٌ يدعمه الواقع رُغم أنه قد يبدو مبالغًا فيه، لكن، كيف يفعل الذكاء الاصطناعي ذلك؟ وهل أصبح بديلًا عن القادة؟
هل يساعد الذكاء الاصطناعي رواد الأعمال حقًا؟
الجواب باختصار هو نعم، والدراسات تؤكد ذلك، وأكبرها دراسة شارك فيها باحثون من كليات هارفارد للأعمال ومعهد MIT Sloan للإدارة، وشملت هذه الدراسة 758 مستشارًا من شركة "Boston Consulting Group"، أي ما يعادل 7% من إجمالي المستشارين العاملين بالشركة.
طُلب من المشاركين تطوير أفكار لمنتجات جديدة، مع مراعاة عناصر أساسية منها الإبداع والقدرة على الإقناع، ولقياس أثر الذكاء الاصطناعي على التجربة، طُلب منهم مقارنة أدائهم في حالتين؛ الأولى دون استخدام أيٍ من أدوات الذكاء الاصطناعي، والثانية باستخدام نموذج GPT-4، الذي كان مُخصصًا لمشتركي النسخة المدفوعة ChatGPT Plus، وكان الأقوى من OpenAI وقتها.
تم تقسيم المشاركين إلى 3 مجموعات؛ الأولى لم تستخدم الذكاء الاصطناعي، والثانية استخدمت GPT-4 دون توجيه، والثالثة استخدمت GPT-4 بعد التدريب والإرشاد.
وأظهرت النتائج أن استخدام نموذج GPT-4 أدى إلى زيادة الإنتاجية بنسبة 12.5%، وسرّع إنجاز المهام بنسبة 25%، وهذه نسبٌ مُعتبرة، لكن المفاجأة كانت في إنتاجية الموظفين الذين تلقوا التدريب، والتي ارتفعت بنسبة 43% تقريبًا، ما يعني أن من كان ينجز 10 مهام في اليوم مثلًا، أصبح ينجز 14 مهمة تقريبًا، وهذه زيادة جيدة جدًا.
أدوات ذكاء اصطناعي مجانية لإدارة الوقت
تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي الفرق على زيادة الإنتاجية، لأنها ببساطة تختصر عليهم الكثير من الوقت، لهذا، إليك 5 أدوات تستخدم الذكاء الاصطناعي، ستساعدك على إدارة الوقت وتنظيم أعمالك وحياتك أيضًا.
1. Notion:
تُعد Notion من أشهر أدوات زيادة الإنتاجية عمومًا، ولمن لم يسمع عنها من قبل، فهي عبارة عن منصة مرنة لتدوين الملاحظات بطريقة مرنة وغير موجودة في الكثير من الأدوات التي تندرج تحت نفس الفئة.
ويُمكن للفرق استخدام Notion لتخطيط وتنظيم جداولها وإدارتها بكل سهولة، كما يُمكن استخدامها مجانًا، أو الترقية باستخدام النسخة المدفوعة (10 و20 دولارًا)، والتي تقدم ميّزات أكثر، ولكن المجانية تفي بالغرض.
من أبرز ما تتميز به Notion قوالبها المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي تُمكن المستخدمين من تهيئة بيئة عملهم بسرعة ووفق أهدافٍ محددة، كذلك تقدم Notion إمكانية إدارة ومتابعة جداول المشاريع والفعاليات، والحرص على تسليم المهام المطلوبة من كل فريق في الموعد النهائي.
كما تتكامل الأداة مع أدوات أخرى تساعد على الإنتاجية، مثل Jira لعرض حالة المهام، أو Slack للتواصل، إلخ.
2. Asana:
أداة لإنجاز المهام والمشاريع، تساعد الفرق على إدارة الوقت والتعاون فيما بينهم لزيادة الإنتاجية.
ومن أبرز مميزات Asana إمكانية ربطها بسهولة بالتطبيقات التي تستخدمها يوميًا، بهذه الحركة البسيطة، ستحصل على إشعارات فورية بأي تحديثٍ مهم، مثل تغيّر الموعد النهائي لتسليم مشروعٍ ما، أو تقديم موعد الاجتماع الشهري، وهكذا.
كذلك تساعدك Asana على إنجاز أعمالك بفضل مميزات مثل الموافقات التلقائية أو تنبيهات المواعيد، وبفضل اللوحة الرئيسية المزودة بالذكاء الاصطناعي، ستحصل على تحليلات مفيدة جدًا تساعدك على متابعة تقدمك.
3. Timely:
إذا أردت أداة تساعدك على تتبع الوقت أوتوماتيكيًا، دون أن تُزعج أو تكلّف نفسك بأي مهمة يدوية تضيّع وقتك، فهذه الأداة قد تساعدك في تحقيق هذا الهدف.
وتستخدم Timely الذكاء الاصطناعي لتأدية هذه المهمة، بل ولمساعدة الفرق على إدارة أوقاتهم بأنفسهم، عن طريق نصائح وتقارير الخوارزميات الذكية التي تعينهم على ذلك.
أبرز مميزات Timely تتلخص في الدمج بين ثلاث أدوات:
- أداة "تتبع الوقت تلقائيًا Automatic time tracking"، التي تراقب كل شيء تفعله على حاسوبك، وتُسجل الوقت تلقائيًا بالذكاء الاصطناعي.
- أداة "AI Timesheets" التي تُصنّف المهام بطريقة ذكية حسب العميل أو طبيعة المشروع نفسه، والتي تتعلم من الأخطاء تلقائيًا أيضًا.
- أداة "تخطيط الوقت Time planning"، التي تُحلل عوامل مهمة مثل مدى صعوبة المشروع ومستوى الفريق وغيرها من الأشياء التي تساعد على تتبع المستوى ورفع كفاءة الفرق.
اقرأ أيضًا: استراتيجيات مبتكرة لزيادة التفاعل في مكان العمل.. هكذا تزيد من إنتاجية شركتك
4. Fireflies:
الاجتماعات جزءٌ لا يتجزأ من أي عمل، ولا شك أن مهمة تلخيصها تكون مرهقة خصوصًا إذا طالت مدتها أو كان فحواها معقدًا، وتساعدك أداة Fireflies على تسجيل كل الاجتماعات وأخذ الملاحظات بكل سهولة.
الأداة تتوافق مع Zoom، وGoogle Meet، وMicrosoft Team، ويمكنها أن تُفرّغ لك محتوى اجتماعاتك في الوقت الفعلي دون أي عناء، إضافةً إلى ذلك، تُحدد Fireflies النقاط المهمة في الاجتماعات وتُنظمها في تقرير مخصص بشكل تلقائي.
5. Durable:
تأتي هذه الأداة في نهاية القائمة لأنك قد لا تحتاج إليها سوى مرة واحدة فقط، لكن هذه المرة مهمة للغاية لأن Durable تُستخدم في إنشاء المواقع الإلكترونية.
بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي المُدمجة داخلها، يمكن للأداة أن تُنشئ لك موقعك الإلكتروني، سواء كنت فردًا أو شركة، في 30 ثانية فقط!
وذلك بدون الحاجة لأي خبرةٍ برمجية أو تقنية، كل ما عليك هو إدخال بعض البيانات والمعلومات الأساسية ومراقبة الأداة تقوم بسحرها.
كل هذه الأدوات، التي تندرج تحت تصنيف "أدوات الإنتاجية بالذكاء الاصطناعي AI Productivity"، تُستخدم بهدف أتمتة العمليات واختصار الوقت على الفرق والأفراد، فاستخدم ما يناسب طبيعة عملك لتزيد إنتاجيتك بشكل ملحوظ.
هل الذكاء الاصطناعي بديل أم مساعد للقادة؟
في النهاية، يجب أن يطرح كل صاحب عمل أو قائد هذا السؤال على نفسه؛ هل الذكاء الاصطناعي أصبح قادرًا على استبدالي فعلًا؟
جاوبت مجلة "Harverd Business Review" على هذا السؤال بطريقة مقنعة للغاية، ففي تقريرٍ نشرته بعنوانٍ مباشر وصريح: "الذكاء الاصطناعي لا يمكنه استبدال أفضل القادة"، خلصت إلى الآتي...
بسبب وصول الذكاء الاصطناعي لكمٍ مهول من المعلومات، وقدرته على تحليل ومعالجة البيانات بسرعة فائقة، فإنه أصبح تهديدًا حقيقيًا للكثير من البشر، ومنهم القادة، خاصةً وأنه لا يمكن أن تغلبه العاطفة على عكس البشر، وهذا يجعل قرارته، في معظمها، أفضل وأدق.
التقرير استند إلى بحثٍ أجرته المجلة، شمل أكثر من 600 موظف من صناعات مختلفة، وبيّن أن كثيرًا من الموظفين أصبحوا يثقون في الذكاء الاصطناعي أكثر من مديريهم البشريين.
ومع كل ذلك، لا تعني هذه الدراسة أن الذكاء الاصطناعي قادر على استبدال القادة، صحيحٌ أنه قد ينافسهم في بعض المهام التي تعتمد على تحليل البيانات وتتطلب اتخاذ قرارات منطقية سريعة، لكنه لا يمكن أن يجاريهم في الأمور المتعلقة بالجوانب الإنسانية مثل التحفيز والإلهام والتعامل مع المشاعر التي لا تفهمها الآلة، فهؤلاء هم "أفضل القادة" التي يقصدهم عنوان التقرير.
وختامًا، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد الفرق الصغيرة ويحسن كفاءاتهم وإنتاجياتهم بنسبة كبيرة، وبسبب إمكانياته الهائلة، بات بإمكانه حتى تولّي بعض المناصب البشرية، ولكن الروتينية منها فقط، أما تلك التي تتطلب إبداعًا أو مشاعر معينة، فلا يوجد للآلة منها نصيب، على الأقل حتى الآن.
