ما هي نسبة استخدام السعوديين للذكاء الاصطناعي للتخطيط؟
كشف استطلاع حديث أجرته شركة "تولونا" أن 87% من السعوديين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل "ChatGPT"، في تنظيم رحلاتهم السياحية أو للترجمة، في مؤشر واضح على توسع الاعتماد على هذه التكنولوجيا ضمن سلوكيات المسافرين في المملكة. ويأتي هذا التحوّل في ظل تصاعد الضغوط التي يواجهها الأفراد أثناء تخطيط رحلاتهم، حيث أفاد 71% من المشاركين في استطلاع آخر أجرته شركة CivicScience بأنهم يجدون عملية الحجز والإعداد للرحلات مرهقة إلى حد ما، لا سيما العائلات التي لديها أطفال أو مراهقون.
اقرأ أيضَا: صندوق النقد يشيد بصمود الاقتصاد السعودي أمام التحديات العالمية في مشاورات 2025
ويُنظر إلى أدوات الذكاء الاصطناعي حاليًا كوسيلة فعالة لتسهيل عملية التخطيط وتوفير الجهد والوقت. ويؤكد العاملون في قطاع السياحة أن هذه الأدوات باتت تقدم حلولًا فورية وسريعة للوصول إلى معلومات دقيقة تتعلق بالرحلات المباشرة، رموز المطارات، تفاصيل الفنادق، وحتى البرامج السياحية اليومية. ويرى نبيل ماهر، وهو متخصص في السياحة، أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة لا غنى عنها في المجال، مشيرًا إلى أنه يتفوّق على محركات البحث التقليدية من حيث الكفاءة والسرعة وخلوّه من الإعلانات المزعجة.
من ناحية أكاديمية، يرى الدكتور عبدالله المنيف، عميد كلية السياحة والآثار السابق بجامعة الملك سعود، أن فعالية الذكاء الاصطناعي في التخطيط للسفر تعتمد بدرجة كبيرة على اللغة وجودة المحتوى.
ويشير إلى أن المحتوى العربي ما زال محدودًا مقارنة بالإنجليزي، لكن التطبيقات التي تدعم العربية بدأت بالتطور وتقديم خطط يومية شاملة تغطي التنقل، والطعام، والأنشطة الترفيهية. ويضيف المنيف أن وضوح تفضيلات المستخدم يسهم في تحسين دقة النتائج، متوقعًا أن يشهد المشهد السياحي خلال السنوات الخمس المقبلة تغيرات جذرية قد تؤثر على دور مكاتب السفر التقليدية.
هل يمكن الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي؟
لكن في مقابل هذا التفاؤل، يحذر الدكتور حذيفة مدخلي، المستشار في التسويق السياحي، من الاعتماد الكامل على أدوات الذكاء الاصطناعي، موضحًا أن هذه التطبيقات تستند إلى محتوى متاح عبر الإنترنت، والذي قد يكون غير دقيق أو صادر عن مصادر غير موثوقة. وينصح بالاكتفاء باستخدام الذكاء الاصطناعي كمساعد لتكوين تصور مبدئي، مع ضرورة الاستعانة بخبرة المختصين ووكالات السفر لضمان تخطيط رحلات ملائمة.
ويشدّد المدخلي على أن الذكاء الاصطناعي لا يُعد تهديدًا لمكاتب السياحة، بل يمثل فرصة لتعزيز الخدمات وتطويرها، تمامًا كما فعل الإنترنت سابقًا. ويؤكد أن العديد من وكالات السفر بدأت بالفعل باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بعد تدريب موظفيها، وهو ما أسهم في تحسين تجربة العملاء وبناء برامج مخصصة تراعي احتياجاتهم الدقيقة، بالاستفادة من الجمع بين التقنية والخبرة البشرية.
