تدخل الوالدين في علاقات أبنائهم العاطفية.. دراسة حديثة تكشف التأثيرات النفسية والاجتماعية
أظهرت دراسة حديثة أن تدخل الوالدين في حياة أطفالهم العاطفية، يمكن أن يؤدي إلى زيادة الاضطراب في العلاقة بين الأبناء وآبائهم.
النتائج أظهرت أن السلوكيات الداعمة والمثبطة من قبل الوالدين، قد تؤدي إلى مشاعر الاضطراب في العلاقة بين الطرفين، ويرجع ذلك جزئيًا إلى نبرة المحادثات، ومع ذلك، يختلف تأثير هذه السلوكيات بناءً على مدى انفتاح الأسرة في التواصل ومدى تقدير الطفل لرأي والديه.
اقرأ أيضَا: كيف تكون أبا مثاليا بعد الطلاق.. نصائح للتعامل مع الأبناء
فقد قام باحثون من جامعة Texas Christian، بقيادة بول شرودت وإميلي ستاجر، بدراسة تأثير تدخل الوالدين في العلاقات العاطفية لأطفالهم، واستندت الدراسة المنشورة في Communication Researc، إلى نظرية الاضطراب في العلاقات، التي تشرح كيف يمكن أن تؤثر الشكوك والضغط بين الأطراف على التواصل والاستقرار العاطفي.
وبينما كانت هذه النظرية في البداية تستخدم لدراسة العلاقات العاطفية بين الشركاء، طبقها الباحثون على العلاقات بين الوالدين وأطفالهم في مرحلة البلوغ المبكر، وهي مرحلة غالبًا ما يسعى فيها الأطفال إلى المزيد من الاستقلالية، بينما لا يزالون يعتمدون على دعم الوالدين.
تشير الدراسة إلى أن تدخل الوالدين بشكل سلبي، مثل العرقلة، يمكن أن يؤدي إلى اضطراب في العلاقة بين الآباء والأبناء، عندما يتدخل الوالدان بشكل سلبي في العلاقة العاطفية لأطفالهما، وتكون المحادثات عن الشريك أكثر سلبية، مما يؤدي إلى زيادة الاضطراب.
في المقابل، عندما يدعم الوالدان العلاقة، فإن المحادثات تكون إيجابية، مما يساعد على تقليل الاضطراب.
تأثير مستوى الانفتاح الأسري على العلاقات العاطفية للابناء
كان للانفتاح الأسري دور كبير في تحديد مدى تأثير تدخل الوالدين، ففي الأسر التي تتمتع بمستوى عالٍ من التواصل، لم يكن لتدخل الوالدين تأثير سلبي كبير على العلاقة مع الأبناء.
ومع ذلك، في الأسر ذات التواصل المحدود، كان لتدخل الوالدين تأثير سلبي أقوى، خصوصًا عندما كان الطفل يُقدّر رأي والديه بشكل كبير.
ويرتبط تأثير تدخل الوالدين أيضًا بمقدار تقدير الطفل لرأي والديه، ففي الأسر التي تشجع على المحادثات المفتوحة، قد يُعد الدعم من الوالدين تدخلاً غير مرغوب فيه إذا كانت العلاقة بين الأبناء والآباء تسعى إلى الاستقلالية، كما يعتقد الباحثون أن هذه الديناميكيات يمكن أن تختلف بشكل كبير بناءً على الثقافة أو التوجهات.
تقدم هذه الدراسة نظرة جديدة حول كيفية تأثير تدخل الوالدين في حياة أطفالهم العاطفية على استقرار العلاقة بين الطرفين.
ويوضح البحث أهمية التواصل المفتوح في الأسر، وكيف يمكن أن يساهم في تقليل الاضطراب الذي قد ينجم عن تدخل الوالدين، مما يفتح الباب لفهم أعمق حول كيفية تفاعل الأسرة مع العلاقات العاطفية في مراحل الانتقال في الحياة.
