جيل الميلينيالز يهيمن على إدارة الشركات: تحديات جديدة في القيادة
كشفت تقارير حديثة أن جيل الميلينيالز (الأشخاص الذين وُلِدوا في الفترة بين أوائل الثمانينيات ومنتصف التسعينيات) أصبح أكبر شريحة من المديرين في القوى العاملة في عام 2025، متفوقًا على جيل إكس الذي هيمن على القيادة في العقدين الماضيين.
ويعكس هذا التحول الديموغرافي تغييرات كبيرة في أسلوب القيادة داخل الشركات، حيث إن المديرين من جيل الميلينيالز يتبنون أسلوبًا يختلف عن أسلوب أسلافهم، يتمحور حول التعاطف ورفاهية الموظفين. إلا أن هذا التركيز على الصحة النفسية في بيئة العمل يواجه تحديات كبيرة، حيث يعاني العديد من هؤلاء المديرين من مستويات مرتفعة من الإرهاق والضغط النفسي، ما يثير تساؤلات حول كيفية تأثير ذلك على قدرتهم في القيادة.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل القيادة التقليدية.. فهل يمكن النجاح من دونه؟
كيف بختلف جيل الميلينيالز في القيادة؟
بحسب تقرير Glassdoor نصف السنوي، أصبح جيل الميلينيالز هو الشريحة الأكبر في المناصب الإدارية في نهاية يونيو 2025، ويعزى ذلك إلى عدة عوامل، منها التحولات الديموغرافية وتقاعد الجيل البوومر (جيل بين 1946 و1964). كما أن جيل الميلينيالز صعد إلى هذه المناصب بفضل التغيرات في القيم وأساليب القيادة، حيث يحرص على تبني سياسات مثل العمل عن بُعد، والفوائد النفسية، ووضع الحدود الشخصية.
ومع ذلك، يعاني العديد من المديرين من هذا الجيل من الضغوط المتزايدة التي تفرضها تحديات الحياة الشخصية والمهنية معًا، ما يجلب لهم مستويات عالية من التوتر والإرهاق.
على الرغم من أن المديرين من جيل الميلينيالز يسعون لتغيير ثقافة العمل من خلال تعزيز التعاطف ورفاهية الموظفين، إلا أن الكثير منهم يشعرون بعدم الاستعداد لمواجهة التحديات المتزايدة نتيجة نقص التدريب القيادي الرسمي.
هذا يؤدي إلى صعوبة في إدارة الفرق التي تضم أفرادًا من أجيال مختلفة، بالإضافة إلى التعامل مع التغييرات السريعة في بيئة العمل.
كما أظهرت التقارير أن العديد من المديرين من جيل الميلينيالز يواجهون صعوبة في تحديد الحدود بين مهامهم كمديرين وعلاقاتهم الشخصية مع موظفيهم، ما يؤدي إلى زيادة التوتر في بيئة العمل عندما يتطلب الأمر تقديم ملاحظات سلبية أو اتخاذ قرارات صعبة.
وفي سياق متصل، فإن أسلوب القيادة الودية، الذي يميل إليه المديرون من جيل الميلينيالز قد يخلق بيئة عمل تفتقر إلى الوضوح، مما يؤدي إلى خلق توترات بين الموظفين حول التوقعات والمهام.
ورغم ذلك، يسعى هؤلاء المديرون إلى بناء الثقة مع فرقهم، ولكن هذا الأسلوب في القيادة قد يؤدي في بعض الأحيان إلى تعقيد عملية اتخاذ القرارات المهمة.
