غدًا الثلاثاء 22 يوليو 2025 أقصر يوم في التاريخ
كشف علماء في الجيولوجيا والفيزياء الفلكية أن كوكب الأرض على وشك تسجيل رقم قياسي جديد غدًا الثلاثاء، حيث من المرجّح أن يشهد أقصر دورة يومية منذ بدء تسجيل الزمن المعياري، متجاوزًا الرقم الذي تم تسجيله في 10 يوليو 2025، حين نقصت مدة اليوم بمقدار 1.36 ميلي ثانية عن الـ 86,400 ثانية المعتادة.
اقرأ أيضًا: ناسا تستعد لتغيير مستقبل الطيران التجاري الفائق السرعة مع X-59 (فيديو)
ووفقًا للبيانات الفلكية، سجّل يوم 9 يوليو أيضًا انحرافًا مشابهًا بلغ 1.3 ميلي ثانية، وهو ما يعكس نمطًا متسارعًا ومفاجئًا في دوران الأرض حول محورها، الأمر الذي أثار اهتمامًا علميًا واسعًا حول العالم، خصوصًا في الأوساط المعنية بقياس الزمن والتقنيات المرتبطة به.
ما أسباب تسارع دوران الأرض وما تأثيره على التوقيت العالمي؟
أوضح العلماء أن هذا التسارع غير المعتاد قد تكون له تأثيرات مباشرة على أنظمة دقيقة تعتمد على التوقيت، مثل أنظمة تحديد المواقع العالمية (GPS)، والأقمار الاصطناعية، وكذلك على معايير الوقت الدولية المعتمدة عالميًا. ويعتمد تحديد الوقت بدقة فائقة على التزامن التام مع دوران الأرض، وأي تغير في هذا النمط يُمكن أن يُحدث انزياحات زمنية تتطلب تدخلًا تقنيًا.
الفرضيات العلمية التي تبحث في أسباب هذا التسارع تضع احتمالات تشمل تغيّرات في الغلاف الجوي، وذوبان الجليد في المناطق القطبية، فضلًا عن تحولات ديناميكية داخل لبّ الأرض أو في المجال المغناطيسي المحيط بها.
إذا ما استمر هذا النمط المتسارع في الدوران خلال السنوات القادمة، فقد يجد العالم نفسه مضطرًا لاتخاذ خطوة زمنية غير مسبوقة بحلول عام 2029، تتمثل في إدخال "ثانية كبيسة سالبة" على التوقيت العالمي المنسق (UTC). ويعني ذلك حذف ثانية كاملة من الساعة الدولية، وهو إجراء لم يُتخذ قط منذ بدء تطبيق الثانية الكبيسة عام 1972.
ويُذكر أن الهدف من الثانية الكبيسة تقني بحت، يهدف إلى الحفاظ على توازن دقيق بين التوقيت الذري والدوران الفعلي للأرض. وفي الحالات الاعتيادية، تتم إضافة ثوانٍ عند التباطؤ، أما في الحالة الحالية فإن التسارع يتطلب حذف ثانية، وهو ما يجعل الأمر محط مراقبة دقيقة من المراصد الدولية ومراكز التوقيت حول العالم.
ويبقى السؤال الأهم: هل نحن بصدد تغيّر طويل الأمد في إيقاع كوكبنا، أم أنها مجرد اضطرابات وقتية؟ الإجابة لا تزال قيد البحث، لكن ما هو مؤكد أن الثلاثاء المقبل سيكون الأقصر في عمر البشرية.
