هل تنجح حمية المونو دايت فعلًا في إنقاص الوزن؟ خبراء يجيبون
انتشرت حمية "المونو دايت" خلال موسم الصيف بشكل لافت، إذ اتجه كثيرون إلى اعتمادها رغبة في خسارة الوزن بسرعة وتنقية الجسم، رغم اقتصارها على تناول صنف واحد فقط من الطعام لفترة زمنية محددة.
اختار متّبعو هذه الحمية أنواعًا شائعة مثل الأناناس، التفاح، البطيخ، التونة أو الأرز، مدفوعين بوعود بحلول سريعة ومجهود محدود، بينما حذّر أطباء وخبراء تغذية من مضاعفاتها الصحية، خصوصًا عند الاستمرار فيها لفترات طويلة.
وسلّط موقع MedicalXpress الضوء في تقرير حديث على أبرز المخاطر المرتبطة بهذا النمط الغذائي، مشيرًا إلى أنه لا يحقق نتائج دائمة، وقد يتسبب بضرر بالغ لوظائف الجسم.
أضرار الحميات الغذائية التي تعتمد على صنف واحد
أوضح التقرير أن تقليل السعرات الحرارية بشكل حاد يؤدي بالفعل إلى فقدان سريع للوزن، لكنه في الغالب ناتج عن فقدان الماء وكتلة العضلات وليس الدهون، وأشار الأطباء إلى أن الجسم يبدأ باستهلاك مخزون الجليكوجين في الكبد، ثم ينتقل لتفكيك العضلات لاستخلاص الطاقة، ما يؤدي إلى خلل في العمليات الأيضية وفقدان في البنية العضلية.
وكشفوا أن هذا النمط من الحميات يؤدي في الغالب إلى استرجاع الوزن المفقود فور العودة إلى النظام الغذائي المعتاد، فيما يُعرف طبيًا بتأثير "الارتداد".
وأكد متخصصون في التغذية أن ما يشعر به البعض من "خفة" أو تحسّن في الهضم لا يرتبط فعليًّا بنجاح الحمية، بل يعود إلى الابتعاد المؤقت عن الأطعمة المصنعة والمشبعة بالدهون والسكريات.
حذّر التقرير من أن الاعتماد على نوع طعام واحد يحرم الجسم من البروتينات والدهون الصحية والفيتامينات والمعادن الأساسية، ما يؤدي إلى نقص غذائي خطير يؤثر على وظائف الجسم الحيوية.
وأوضح الأطباء أن هذا النقص قد يؤدي إلى مشكلات هضمية، واضطرابات هرمونية، ومشكلات في العضلات والعظام وتوازن الأملاح، وخاصة لدى الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة.
اقرأ أيضًا: دراسة جديدة: حمية الكيتو تعزز تدفّق الدم وصحة الدماغ
ما تأثير المونو دايت على الصحة النفسية؟
ونبّه مختصون في الصحة النفسية إلى أن الحميات الصارمة قد تُنتج علاقة غير صحية بالطعام، تتسم بالحرمان والذنب، ما يرفع من خطر الإصابة باضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية العصبي أو هوس الطعام الصحي.
وأشار التقرير إلى أن تقليص المغذيات يؤثر أيضًا على كيمياء الدماغ، ما يؤدي إلى القلق والتوتر وتقلبات المزاج.
ورصد تزايد الترويج لحمية المونو دايت عبر منصات التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن البساطة والنتائج السريعة الموعودة تشكّل عامل جذب رئيسي، خاصة بين الشباب.
وحمّل الأطباء المشاهير والمؤثرين مسؤولية تضليل الجمهور، إذ يروجون لهذه الحميات من دون أي خلفية علمية، ما يمنحها مصداقية زائفة، وأرجعوا استمرار انتشار هذه الحمية إلى غياب التثقيف الغذائي، والضغوط الاجتماعية المرتبطة بالمظهر المثالي، وانتشار المعلومات المضللة عبر الإنترنت.
وأوصوا بتجنّب اتباع حمية المونو دايت، مؤكدين أنها لا تحقق فقدانًا صحيًا للوزن ولا تقدم أي فوائد فسيولوجية حقيقية، كما شددوا على أن الوسيلة الآمنة والمستدامة للوصول إلى وزن صحي تكمن في اتباع نظام غذائي متوازن ومتنوّع، وممارسة الرياضة بانتظام، واعتماد نمط حياة صحي.
