بعد سنوات من الانتظار… GTA V وGTA Online تصدران رسميًا في المملكة بنسختيهما الكاملتين
بعد انتظار دام لسنوات طوال في المملكة العربية السعودية، تعود إلى الواجهة واحدة من أكثر ألعاب الفيديو تأثيرًا، لعبة Grand Theft Auto V ونسختها الإلكترونية GTA Online، التي شكلت ظاهرة عالمية منذ إطلاقها.
ومن خلال التوزيع الرسمي لشركة AIC، ستصبح Rockstar Games حاضرة بأحد أنجح ألعابها في قلب المشهد الترفيهي السعودي، كما أصبحت اللعبتان المليئتان بالإثارة متاحتين رسميًا في السوق السعودية بدءًا من 17 يوليو الجاري، من دون أي تعديلات على المحتوى الأصلي، وهو الأمر الذي يعكس تحولاً في نظرة المجتمع السعودي الطموح إلى صناعة الألعاب الرقمية، كما يجسد تقاطعًا لافتًا بين ذائقة الشباب والتحولات الثقافية الحديثة التي تشهدها المملكة.
تحول في مشهد الألعاب الإلكترونية بالمملكة
عُرفت سلسلة GTA المحبوبة عالميًا، والتي باع إصدار GTA 5 منها أكثر من 215 مليون نسخة منذ إطلاقها للمرة الأولى في عام 2013، بمحتواها الجريء، الأمر الذي تسبب في عدم إتاحة اللعبة رسميًا في عدد من أسواق الشرق الأوسط، ما اضطر اللاعبين إلى اللجوء إلى نسخ مستوردة أو إنشاء حسابات أجنبية للوصول إليها، ولكن الآن سيتمكن اللاعبون في السعودية من شراء اللعبة بشكل قانوني من المتاجر الرقمية والمادية.
وقد مُنحت اللعبة تصنيفًا عمريًا 21 عامًا فما فوق، حسب الضوابط التي فرضتها الهيئة العامة لتنظيم الإعلام، لضمان مناسبة المحتوى للفئات العمرية المختلفة في السعودية.
ويُشكّل هذا الإعلان نقطة تحول كبيرة في مشهد الألعاب بالمملكة، حيث يفتح الباب أمام عدة تطورات إيجابية، منها التوافر في المتاجر الرسمية، ممّا يُقلل من الاعتماد على النسخ غير المرخصة، وكذلك تحسين دعم اللغة العربية في الألعاب المستقبلية، مع توفير خدمات ما بعد البيع.
وشهدت الألعاب الإلكترونية رواجًا كبيرًا في المملكة منذ الثمانينيات عندما دخلت السوق السعودية، ولعل تطور التقنية جعل من ألعاب الفيديو بمختلف أنواعها جزءًا لا يتجزأ من حياة السعوديين، حيث تتنوع الألعاب بشكل كبير وتتمتع بدقة تحاكي الواقع.
وطبقًا لبيانات الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، فإن السعودية أصبحت الآن موطنًا لنحو 23.5 مليون شخص من عشاق ألعاب الفيديو، إذ يمثلون نسبة 67% من إجمالي عدد السكان، إضافة إلى أن عدد اللاعبين المحترفين يتجاوز 100 لاعب محترف متفرغ للرياضات الإلكترونية في البطولات المحلية والدولية.
وتعد استراتيجية قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية استثمارًا متكاملاً لتطوير كامل سلسلة قيمة القطاع ذاته، الأمر الذي يؤكد أن الرياضات الإلكترونية أصبحت جزءًا من الثقافة اليومية للشباب السعودي.
اقرأ أيضًا: لعبة نادرة من عام 1904 تتصدر مزادًا عالميًّا بسعر مفاجئ
تجربة كاملة لعشاق GTA في السعودية
ستتوفر كل من تجربة قصة Grand Theft Auto V المليئة بالإثارة، وعالم GTA Online المتطور باستمرار على أجهزة PlayStation 5 وPlayStation 4 وXbox Series X|S وXbox One والحاسب الشخصي، مع تحسينات في الرسوم والأداء، لتجعل لكل من اللعبتين تجربة سلسة، ووصولاً أسهل من أي وقت مضى.
كما أن النسخ التي ستصدر لن تخضع لأي تعديلات، مما يضمن حصول اللاعبين السعوديين على التجربة الكاملة التي يستمتع بها اللاعبون في جميع أنحاء العالم.
وتتميز لعبتا Grand Theft Auto V و GTA Online بإضاءة HDR وتقنية تتبع الأشعة، مع تحسينات في جودة التفاصيل، وأوقات تحميل أسرع، وصوت ثلاثي الأبعاد، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من التحسينات الإضافية.
فيما تتمتع نسخة الحاسب الشخصي بميزات حصرية، مثل التظليل المحيطي، وتتبع الإضاءة العالمية، ودعم لتقنيات AMD FSR وNVIDIA DLSS، وغيرها الكثير.
صناعة الألعاب لم تعد مجرد ترفيه في السعودية
التحول الأهم في المملكة العربية السعودية جاء حين بدأ الاعتراف الرسمي بالرياضات الإلكترونية كمسابقات عالمية تُنظّم لها بطولات قارية، حتى ظهرت في عام 2024 النسخة الأولى من كأس العالم للرياضات الإلكترونية، التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء، خلال "مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة"، الذي استضافته السعودية في أكتوبر 2023، لتكون البطولة الحدث الأكبر من نوعه على مستوى العالم، وتنظمه المملكة في الرياض سنويًا ابتداءً من صيف العام 2024.
وقد شكلت هذه البطولة منصة مهمة تسهم في الارتقاء بقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، الذي يشهد نموًا متزايدًا، فيما ترسخ مكانة المملكة كوجهة رائدة لأبرز المنافسات الرياضية والعالمية، وتُسجّل لحظة فارقة في تاريخ هذا القطاع المتسارع، إذ لم تقف هذه الجهود عند هذا الحد، بل استمرت وصولاً لصياغة حضور استراتيجي فاعل، انطلاقًا من قناعة بأن صناعة الألعاب لم تعد مجرد ترفيه، بل أصبحت جزءًا من مكونات الثقافة والاقتصاد والتأثير الدولي.
كما باتت الرياضات الإلكترونية ركيزة من ركائز الاستثمار الثقافي والرياضي والتقني، من خلال الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، وبدعم من رؤية المملكة 2030، والتي تسعى المملكة من خلالها إلى تنويع اقتصادها، وتمكين شبابها، وبناء مستقبل قائم على الابتكار الرقمي.
لم تتوقف المملكة العربية السعودية عند المشاركة في الألعاب الإلكترونية أو تنظيم سباقاتها فقط، بل امتدت مشاركتها إلى تطوير اللاعبين السعوديين، ودعم الشركات الناشئة في مجال تطوير الألعاب، وإنشاء أكاديميات تدريبية ومسارات مهنية في مجالات البث والتحكيم والبرمجة والإدارة الرقمية، وحتى التصميم البصري.
وتشكّل الألعاب الإلكترونية اليوم جزءًا من الثقافة السعودية الحديثة، ومجالًا وظيفيًا مفتوحًا لجيل المستقبل، وتضع المملكة نفسها في طليعة الدول التي تتنافس على حضورها في هذا السوق العالمي، لا كمستضيف فقط، بل كمصنع للفرص، ومحفّز للابتكار، وقائد إقليمي في بناء صناعة متكاملة ترتكز على الشغف والمعرفة.
وبهذه الخطوات، تؤكد السعودية مكانتها كسوق واعد للألعاب، مما يمهد الطريق لمزيد من الإصدارات الكبرى في المستقبل.
