وثائقي "العودة من الموت".. رواية موسم أنقذ فيه الفتح تاريخه
في خطوة تعكس شفافية نادرة وتوثيقًا لواحد من أصعب فصول تاريخه الكروي، أعلن نادي الفتح عن تدشين فيلم وثائقي خاص بعنوان "العودة من الموت"، يُعرض في العشرين من يوليو الجاري. الوثائقي، الذي أعده المركز الإعلامي بالنادي بقيادة الزميل محمد الضيف، يسرد تفاصيل موسم 2024–2025 الذي شهد فيه الفريق خطر الهبوط لأول مرة منذ صعوده إلى دوري المحترفين.
يُركز العمل على اللحظات النفسية والفنية الحرجة، ويكشف عن الكواليس التي رافقت مسيرة الفريق خلال الموسم، من غرفة الملابس إلى قرارات الإدارة، حتى الجولة الأخيرة التي حسمت البقاء رسميًا. وقد حظي الفيلم بترقب واسع من جماهير النادي، خاصة أنه يُوثّق واحدة من أكثر الفصول دراميةً في مسيرة الفتح الممتدة لأكثر من 15 عامًا بين كبار الكرة السعودية.
من الدرجة الأولى إلى التتويج بالدوري والسوبر
بدأت قصة الفتح مع دوري المحترفين في موسم 2008–2009، حين صعد الفريق لأول مرة في تاريخه بعدما أنهى دوري الدرجة الأولى في المركز الثاني، ليبدأ رحلة جديدة في دوري الكبار. ورغم حداثة التجربة، أثبت الفريق بسرعة أنه ليس ضيفًا عابرًا، بل منافس عنيد. وفي موسم 2012–2013، دوّن الفتح اسمه بأحرف من ذهب حين تُوّج بلقب دوري المحترفين لأول مرة في تاريخه بقيادة المدرب التونسي فتحي الجبال.
العودة من الموت 🎞️
20 يوليو 2025 📅#فيلم_الفتح pic.twitter.com/fNQgJQoCNZ— نادي الفتح السعودي (@FatehClub) July 12, 2025
وقد تألق خلال ذلك الموسم الكونغولي دوريس سالومو الذي أحرز 17 هدفًا، إلى جانب البرازيلي إلتون خوزيه الذي قدّم موسمًا استثنائيًا بـ 11 هدفًا و10 تمريرات حاسمة، بينما كان القائد حمدان الحمدان رمزًا للثبات والانضباط في خط الوسط. أنهى الفريق الموسم بـ 60 هدفًا مقابل 33 هدفًا استقبلها، ثم توّج بلقب كأس السوبر السعودي عام 2013، ليؤكد أن إنجازه لم يكن وليد المصادفة.
مواسم التراجع.. وأبرز الأزمات الفنية
رغم هذه اللحظة الذهبية، لم تخلُ مسيرة الفتح من تحديات قاسية. ففي موسم 2014–2015، بدا الفريق بعيدًا عن مستواه وتعرض لخطر الهبوط، ما دفع الإدارة إلى اتخاذ قرارات فنية وإدارية مهمة لتفادي الكارثة. أما موسم 2024–2025، فقد شكّل أكبر اختبار لصمود النادي، إذ أنهى الفريق المسابقة في المركز العاشر برصيد 39 نقطة، من 11 فوزًا و6 تعادلات و17 خسارة، وهي أعلى نسبة هزائم له في موسم واحد.
نادي #الفتح
قريبا يقدم فيلم :
العودة من الموت#فيلم_الفتح #الدوري_السعودي https://t.co/WuI1oBeQVb— رياضة سعودية (@SaudiSports1) July 9, 2025
سجل الفريق 47 هدفًا، في حين استقبلت شباكه 61 هدفًا، بفارق أهداف بلغ –14، وهو الأسوأ في تاريخه. وبرغم هذا التراجع، تألق المغربي مراد باتنا بـ 13 هدفًا، وزميله الجزائري سفيان بن دبكة بـ 12 هدفًا، وكان لهما الدور الأبرز في إنقاذ الفريق من الهبوط، بفضل مساهماتهما الحاسمة في الأمتار الأخيرة من الموسم.
الاستقرار الإداري وتاريخ من الوفاء
منذ تأسيسه عام 1958، تولّى رئاسة نادي الفتح عدد من الشخصيات المؤثرة التي أسهمت في صياغة مسيرة النادي، من بينها: أحمد صالح المقهوي، وخالد عبد الوهاب الصويغ، وعبد الهادي المضحي، وأحمد عايش الماجد، وعبدالله العبدالقادر، ومحمد عبداللطيف العفالق، وعلي آل محسن، وإبراهيم الصويغ، وعبدالمحسن الجبر، وأحمد الراشد، وسعد العفالق، والرئيس الحالي منصور العفالق.
اقرأ أيضاً رونالدو يقود تشكيل النصر أمام الفتح في ختام دوري روشن
وبفضل هذا التنوع في القيادة، استطاع النادي الحفاظ على موقعه في دوري المحترفين طيلة 15 موسمًا دون انقطاع، وهي استمرارية نادرة في كرة القدم السعودية. كما سطع في صفوف الفريق عدد من الأسماء اللامعة التي باتت مرتبطة بتاريخ الفتح، أبرزهم: حمدان الحمدان، دوريس سالومو، إلتون خوزيه، فراس البريكان، إضافة إلى الثنائي البارز في المواسم الأخيرة، مراد باتنا وسفيان بن دبكة.
واليوم، ومع إطلاق الفيلم الوثائقي الجديد، يسعى النادي إلى تحويل ألم الموسم الصعب إلى لحظة إلهام، تُعيد صياغة الطموح وتفتح الباب أمام مستقبل أكثر استقرارًا واحترافية، بإرادة إدارة نشطة ورؤية فنية تطمح لاستعادة مجد الأمس.
