من كراج ستيف جوبز إلى منصة المزاد.. نسخة نادرة من Apple-1 للبيع (فيديو)
أعلنت دار سوذبيز للمزادات عن طرح قطعة فريدة من تاريخ التقنية الحديثة: كمبيوتر Apple-1 الأصلي، أحد أول 50 نموذجًا صُنعت يدويًا على يد ستيف وزنياك وستيف جوبز في كراج عائلة الأخير في لوس ألتوس بولاية كاليفورنيا عام 1976.
وتُعد هذه الوحدة تحديدًا، والمعروفة باسم "وحدة رومكي"، النسخة التشغيلية الأفضل من بين النماذج المتبقية حول العالم، إذ ما تزال تعمل بكفاءة استثنائية رغم مرور ما يقرب من نصف قرن على تصنيعها.
وحددت سوذبيز موعد إغلاق المزايدة في 17 يوليو، مع تقدير سعري يتراوح بين 400 و600 ألف دولار.
وقد بلغت قيمة المزايدة الحالية 350 ألف دولار مع تأكيد أن الحد الأدنى للبيع قد تحقق.
اللافت أن المزاد يقبل الدفع بالعملات الرقمية، في انسجام لافت مع التطور التكنولوجي الذي أسهمت أبل ذاتها في إطلاق شرارته قبل عقود.
مواصفات أصلية وتاريخ مشرق
تتضمن الوحدة المعروضة لوحة Apple-1 الأصلية، برقم تسلسلي "01-0059" مكتوب بقلم أمان، ومعالج MOS 6502 الشهير، وذاكرة RAM بسعة 8 كيلوبايت، ووصلة واجهة لوحة مفاتيح، و3 مكثفات زرقاء من نوع Sprague 39D، بالإضافة إلى واجهة تسجيل صوتي "كاسيت" من إنتاج آبل، جميعها مركّبة على لوحة مقاس 15 × 9 × 2.5 إنش.
وتأتي معها لوحة طاقة مخصصة، ولوحة مفاتيح قديمة مدمجة في صندوق خشبي، إلى جانب شاشة Apple II الأصلية وحافظة عرض شفافة بقاعدة عاكسة.
تعود ملكية هذه النسخة سابقًا إلى توم رومكي، صاحب متجر Personal Computer Store في فلوريدا، الذي اقتناها عام 1981 بعد أن استبدلها أحد الزبائن مقابل كمبيوتر NCR جديد، فيما يُعدّ أسوأ صفقة تبادلية بتاريخ التقنية.
وظلّت الوحدة محفوظة لمدة تقارب 40 عامًا، حتى طُرحت في مزاد بونهامز عام 2015، قبل أن تنتقل إلى أحد المقتنين الخواص.
بداية ثورة الحوسبة الشخصية
جاء تطوير Apple-1 نتيجة لقاءات ستيف وزنياك مع مجموعة Home Brew Computer Club، حيث ألهمه الحاسوب Altair 8800 لصنع حاسوب شخصي بشاشة ولوحة مفاتيح، بخلاف النماذج المعتمدة على أضواء ومفاتيح معقدة.
ساهم ستيف جوبز بدوره في تحويل المشروع من فكرة إلى منتج تجاري، حيث باع سيارته، بينما باع وزنياك آلته الحاسبة HP 65، لتأمين التمويل الأولي، وتمكّنا من بيع 50 وحدة جاهزة إلى متجر Byte Shop بسعر 500 دولار للوحدة.
كان Apple-1 أول حاسوب يُعرض جاهزًا للعمل، مدعومًا بشريحة ROM وواجهة عرض مرئية، مما جعل الحوسبة أكثر إتاحة لجمهور واسع يتخطّى فئة الهواة.
واليوم، تقف هذه القطعة كشاهد مادي على بداية شركة آبل التي غيّرت وجه العالم الرقمي، وتُعرض الآن على منصة المزاد كأيقونة تكنولوجية، وكنز لهواة الجمع.
