الصين تدشّن أضخم سد بالعالم وتُشعل سباق الطاقة المتجددة
في خطوة تمثل طفرة في مشهد الطاقة العالمي، أعلنت الصين عن مشروع سد كهرومائي عملاق هو الأكبر من نوعه في العالم، يقع في مقاطعة ميدوغ بمنطقة التبت ذاتية الحكم، على نهر "يارلونغ تسانغبو" المعروف دوليًا باسم نهر "براهمابوترا".
يمتد السد على مساحة تفوق مدينة باريس بنحو 10 مرات، ويصل ارتفاعه إلى مستوى يماثل برج "إيفل"، ما يجعله واحدًا من أبرز الإنجازات الهندسية في القرن الحالي.
ويمثل المشروع، الذي تم الكشف عنه رسميًا خلال عام 2025، جزءًا محوريًا من خطة الصين الاستراتيجية لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.
اقرأ أيضا: في يومها العالمي.. الطاقة المتجددة أمل البشرية لمستقبل نظيف ومستدام
السد الجديد من المتوقع أن يولّد طاقة كهربائية تفوق بثلاثة أضعاف ما تنتجه محطة "سد الممرات الثلاثة"، التي كانت حتى الآن الأكبر في العالم، وبطاقة تفوق 60 غيغاواط، فإن المشروع يتفوق على إجمالي إنتاج بعض الدول من الكهرباء.
The Three Gorges Dam, is the world's largest dam on the Yangtze River in China, completed in 2006, pic.twitter.com/7fdQAJgb17
— Global Index (@TheGlobal_Index) July 5, 2025
ويُعدّ السد بمثابة بديل عملاق لمحطات الطاقة النووية، إذ يستخدم مصدرًا طبيعيًا ومتجددًا، ويوفر استقرارًا لشبكات الكهرباء في المناطق النائية، إلى جانب خلق آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة.
جدل بيئي واجتماعي واسع
رغم الأرقام الهائلة التي يحققها السد، إلا أن المشروع يثير انتقادات حادة من قبل منظمات البيئة والحقوقيين، نظرًا لتداعياته المحتملة على الأنظمة البيئية المحلية، إذ يُتوقع أن يؤدي إلى:
تهجير آلاف السكان من قراهم الأصلية.
غمر مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية والغابات.
إعاقة مسارات الأسماك المهاجرة وتهديد التنوع البيولوجي.
كما تزداد المخاوف بشأن العدالة الاجتماعية، لا سيما مع غموض التعويضات المقررة للسكان المتأثرين.
ويتجاوز تأثير السد الحدود الصينية، إذ من المرجح أن يعزز نفوذ بكين الإقليمي من خلال تصدير الطاقة إلى دول الجوار، وتقليل الاعتماد على الفحم والغاز، وتشير التقديرات إلى أن المشروع سيسهم أيضًا في خفض تكلفة الطاقة المحلية، وتحفيز الاستثمارات في مجالات البنية التحتية والتكنولوجيا.
وإلى جانب ذلك، يعتمد السد على تقنيات متقدمة تشمل أنظمة تحكم آلي لتدفق المياه، ونماذج محاكاة رقمية لإدارة الموارد، وقد يشمل لاحقًا بطاريات تخزين عملاقة لضمان استمرارية التوزيع الكهربائي.
